पृथ्वी पर एकमात्र पुरुष की मृत्यु
موت الرجل الوحيد على الأرض
शैलियों
ضحك الشيخ زهران، وهمس في أذن الحاج إسماعيل: أتدري أنه لم يعد ينام الليل بسبب زينب؟
قرب الحاج إسماعيل فمه من أذن شيخ الخفر: فعلت المستحيل معها لأقنعها لكنها رفضت.
تساءل الحاج إسماعيل: أتظن أنه تشكك في شيء؟!
رد شيخ الخفر: لا! على الإطلاق! التشكك يحتاج إلى عقل يفكر ويستنتج، وهؤلاء الفلاحون أمثال كفراوي لا عقل لهم، أو أن عقلهم مثل عقل الجاموسة، لكن المشكلة أن كفراوي بعد أن ذهبت نفيسة لم يعد له إلا زينب تساعده في الحقل وتشتغل في الدار. وقلت له مرارا: يا كفراوي، سيعطيك العمدة كل شهر عشرة جنيهات كاملة، وزينب ستأكل وتشرب في بيت العمدة، وتعيش في النعيم، ولا تفعل شيئا سوى كنس البيت وتنظيفه، وآخر النهار تعود إليك لتبيت معك في بيتك. لكنه لم يسمع كلامي، رأسه كان أصلب من الحجر.
وقال الحاج إسماعيل: وابنته زينب أيضا رأسها لا يلين أبدا. فعلت معها المستحيل، عرضت عليها كل شيء لكنها رفضت. إنها عنيدة كالبغل، وليس فيها أية ميزة. أقل بنت في كفر الطين أحلى منها وأخف.
همس الشيخ زهران: مزاجه غريب في النساء، ومن تدخل مزاجه لا تخرج أبدا. وهو عنيد أيضا، لا يضع عينه على واحدة إلا وينالها بأي شكل.
قال الحاج إسماعيل وهو يتثاءب: ولم لا؟ أمثاله ممن يملكون العالم ليس أمامهم شيء اسمه مستحيل.
قال الشيخ زهران: إنهم آلهة تمشي على الأرض. ضحك الحاج إسماعيل: لا يا شيخ زهران ... آلهة تركب السيارات. المشي فوق الأرض لأمثالنا نحن عبيد الله.
رد الشيخ زهران: المشي فقط يا حاج؟ والنوم أيضا فوق الأرض.
وتكور تحت عباءته فوق الأرض وأغمض عينيه. أما الحاج إسماعيل، فألقى نظرة أخيرة على الجسد الممدود فوق الجسر قبل أن يتكور هو الآخر لينام. همس لنفسه قبل أن يغط في النوم: «خسارة. مات علوان وهو في عز الشباب.»
अज्ञात पृष्ठ