प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
शैलियों
وأول قائمة وصلت إلينا بأسماء مقاطعات من العصور القديمة يرجع عهدها إلى الأسرة الثامنة حوالي 2400ق.م وذلك نقلا عن مرسوم ملكي أصدره أحد فراعنة الأسرة الثامنة إلى وزيره، وقد قرر فيه أن يتولى إدارة الاثنتين والعشرين مقاطعة التي كان يتألف منها الوجه القبلي وقد ذكر أسماء هذه المقاطعات حسب ترتيبها الجغرافي الذي نعرفه فيما بعد. يضاف إلى ذلك أننا وجدنا على جدران أهرام الأسرة السادسة، وعلى جدران بعض مقابر العهد المنفي أسماء بعض مقاطعات متفرقة. أما مقاطعات الوجه البحري فليست لدينا قوائم رسمية بأسمائها ولكنا نجد بعض الأسماء مذكورة على الجدران الداخلية لأهرام سقارة أو على جدران مقابر العصر نفسه.
وأقدم المصادر التي استقينا منها أسماء مقاطعات ينسب إلى العهد الطيني، ومن المحتمل أن الوجه القبلي والوجه البحري كانا قد قسما إلى مقاطعات منذ أكثر من 3200ق.م وكان عدد المقاطعات في كل منهما متقاربا، فكان الوجه القبلي يتألف من اثنتين وعشرين مقاطعة والوجه البحري من عشرين مقاطعة، وفي كل هذه المتون كانت تعرف المقاطعة وتكتب بإشارتها أو رمزها الخاص، وكان هذا الرمز حيوانا أو شجرة أو شيئا موضوعا على حامل مثبت على الإشارة التي تدل على معنى كلمة مقاطعة.
وكان كل من هذه الأشكال الرمزية يطلق اسمه على المقاطعة التي يسيطر عليها. وهذه الرموز كانت في الواقع تدل على آلهة المقاطعات، وقد استمرت حتى انقراض المدنية الفرعونية، وبعض هذه الأشكال استعملت رموزا مرفوعة فوق القبائل التي كانت قبل التاريخ كأنها أعلام خفاقة. على أن كل هذه الرموز لم تبق بعد في أماكنها الأصلية، فمثلا نجد أن قرص الشمس، والوجه الإنساني، والعقرب، والفيل، وبعض نباتات قد اختفت من المقاطعات التي كانت رمزا لها، ونجد من جهة أخرى في الوجه القبلي صقرا يظهر رمزا لمقاطعة غير مقاطعته ورأس الثور، وهي أصل الصاجات المصنوعة على شكل رأس بقرة موجودة في المقاطعة السابعة، والصاعقة ترمز للمقاطعة التاسعة، والصقر المحلق يرمز للمقاطعة الثامنة عشرة، وقد عثر على بعض فخار العصر «النيوليتي»، قد رسم عليه بعض أشجار ترمز لبعض القبائل فيحتمل مثلا أن شجرة «البطم» التي على هذا الفخار ترمز للمقاطعة الثالثة عشرة وشجرة النخيل قد تكون رمزا للمقاطعة العشرين.
أما في الوجه البحري فنجد الصقر يظهر كشارة للمقاطعة الثالثة، والسهمين المثبتين على جلد حيوان في هيئة صليب يرمزان للمقاطعة الرابعة، وقد حفظ الخطاف في المقاطعة السابعة رمزا لها، والجبال ذات القمم الثلاثة رمزا للمقاطعة السادسة، ولا يمكننا تفسير هذه الرموز إلا بأنها شارات ترمز لقبائل جائلة ثم أصبحت فيما بعد رموز المقاطعات عندما استقر بها المقام.
ولا يبعد أن يكون ملوك الأسرة الأولى الطينية قد أحضروا معهم عند غزوهم للقطر بعض قبائل جديدة كل منها تحمل رمزها الخاص بها، فمثلا الحيوان الدال على الإله «ست» والذئب، والطائر «إبيس»، صقر الشرق، وسبيكة (وهي رمز الشرق)، وقطعة لحم، كل هذه قد أصبحت رموزا أو آلهة لمقاطعات، ومن ذلك نعلم أن عددا محددا من هذه الرموز التي يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ، أو إلى عصر المملكة الطينية قد بقي إلى ما بعد هذه العهود، حينما استقر المقام بالقبائل وأصبحت متوطنة في الحدود الإقليمية والإدارية، ورغم أن الوثائق التاريخية لا تزال تعوزنا من هذه الناحية، فإنه في استطاعتنا أن نصرح بأن نصف مجموع مقاطعات القطر عامة قد اشتقت أشكال رموزها وآلهتها من القبائل القديمة التي كانت تسكن وادي النيل الخصيب، ومن المحتمل أن رموزا أخرى يرجع أصلها إلى قبائل عاشت في عصر ما قبل التاريخ وبخاصة في الأحوال التي لا يمكن إرجاعها إلى اشتقاق تاريخي.
ومن جهة أخرى توجد آلهة في كل عاصمة من المقاطعات، يرجع عهدها إلى العصور التاريخية، ولكن بعضها لا يظهر إلا في عاصمة مقاطعة واحدة، وبعضها مثل الإله «حور» والإلهة «حتحور» والإله «خنوم» والإله «أوزير» والإله «تحوت» يظهر في عدة عواصم يعبد فيها، والآن نتساءل: ما العلاقة التي تربط آلهة العواصم برموز المقاطعات؟ والإجابة على ذلك تنحصر في أمرين.
الأمر الأول:
أننا نجد إله العاصمة يمتزج برمز المقاطعة، أو تكون له علاقة ما به لا تقبل الجدل، فمثلا في المقاطعة الثانية من الوجه القبلي نلاحظ أن الصقر يحكم الإقليم بصفته الإله «حور»، وفي الوقت نفسه نجد معنى رمز المقاطعة «عرش حور» والإلهة «حتحور» تسيطر على المقاطعة السابعة، ورمزها رأس البقرة، والإله «مين» يقطن المقاطعة التاسعة، وبينما تدل الصاعقة على هذا الإله فإنه يرمز بها في نفس الوقت للمقاطعة.
وفي المقاطعة السابعة عشرة نجد «ابن آوى» يرمز به في آن واحد للإله «أنوب» وللعاصمة أيضا، وفي الوجه البحري نشاهد أن السهمين المتقاطعين يرمزان للإلهة «نيت» في «سايس» بلدتها، ويستعملان كذلك رمز للمقاطعتين الرابعة والخامسة، والطائر «إبيس» الإله «تحوت» إله المقاطعة الخامسة عشرة ورمزها في نفس الوقت، ففي كل هذه الأحوال نشاهد أن رمز المقاطعة قد بقي لنا منذ الأزمان التي قبل التاريخ أو العصر الطيني.
وقد حفظ لنا نظام مدن المقاطعات في الأماكن التي سردناها الإله الذي انتخبته الجماعة الأكثر قدما، أما رمز القبيلة فبقي رمز إله المدينة، وقد أخذ الرمز في وظيفته الجديدة يظهر في هيئة آدمية، فكان المعبود في العادة يأخذ شكلا آدميا، وهذا المظهر الجديد يمكن رؤيته بشكل مادي على بعض الآثار الطينية، فنشاهد الحيوان الذي يمثل الإله «ست» والذي منح اسم «عش» وقد تحول إلى رجل برأس حيوان يشبه الكلب السلوقي (؟) ونرى الحية «وزيت» قد صارت صلا برأس إنسان، وفي ذلك ما يشير إلى أصل هذه الأشكال غير الطبيعية التي تمثل لنا الإله في شكل إنساني مستخلص من الحيوان القديم الذي كان يعد رمزا للمقاطعة. ولكن هذا الحيوان يكون جزءا من الإله؛ أي إن هذا الإله يمثل: إما بجسم إنسان ورأس حيوان أو بالعكس، وقد بقيت أشكال هذه الآلهة تمثل بهذا الوضع حتى انقرضت الديانة المصرية القديمة من البلاد جملة.
अज्ञात पृष्ठ