प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
शैलियों
وفي التأريخ التتابعي 40 ظهرت أشكال جديدة من الأواني الحجرية تقابل أشكال الفخار كالأواني المنبعجة الوسط، والبيضية، والمستديرة، والأقداح العميقة ذات الحافة المنحنية انحناء خفيفا من أعلى، وهذه الأشكال الجديدة ليس لها حوامل «أرجل»، بل قعرها إما مستدير أو مستو، وقد أخذت صناعة الأواني من الحجر الصلب تزدهر وتتقدم - كما سبق ذكره - حتى وصلت القمة في عهده الأسرة الأولى، ولم نعثر في القبور التي من قبل الأسرات المزودة بأوان من الحجر على أوان من الفخار، إذ كانت تعد في نظر القوم من الأثاث الرخيص، ومنذ ذلك العهد يمكننا أن نفهم أن تقدم صناعة أواني الحجر، قد قضت على صناعة الفخار المزخرف حوالي نهاية عصر ما قبل الأسرات.
ويتبع صناعة أواني الحجر الصلب رءوس الدبابيس التي كانت تستعمل في الحرب، وكانت كذلك من الحجر الصلب، وهذه الرءوس كانت تثبت في مقابض مصنوعة من قرون الحيوان أو من العاج، وأقدم نوع من هذه الرءوس عثر عليه في الوجه القبلي، وكانت على شكل أقراص، واختفت في عهد الرقم 40 من تأريخ التتابع، ليحل مكانها النوع الجديد الذي جاء على هيئة كمثرى، ولا شك أنه جلب من الوجه البحري؛ إذ كان معروفا في عصر مرمدة، وبعض هذه الرءوس قد أحكم صنعها فوصلت إلى درجة عظيمة من الإتقان الفني، حتى إنها لم تقم مقام سلاح مفيد فحسب، بل كانت في ذاتها قطعة فنية آية في جمال الصنع.
ديانة عصر بداية المعادن
من العبث أن يحاول المؤرخ رسم صورة صادقة للديانة المصرية في عصر بداية المعادن، والسبب في ذلك يرجع إلى أن المصادر التاريخية الصادقة كانت لا تزال تعوزنا في هذا الوقت، هذا إلى أن ما دون كتابة في فجر التاريخ المصري، لم يشر إلا إشارات خفيفة لتلك الأزمان السحيقة، وأهم مصدر وصل إلينا في هذه الناحية هي متون الأهرام، التي دونت على جدران أهرام سقارة في خلال الأسرتين الخامسة والسادسة، وذلك في داخل حجرات الدفن للملوك فحسب، ورغم أن هذه المتون تشير إلى ديانة ما قبل الأسرات، غير أنها تنحصر في ديانة الوجه البحري التي ألفت فيها المتون المذكورة، هذا إلى أنها كانت خاصة بالملوك لا بعامة الشعب، وسنتكلم عن ذلك بإسهاب في حينه.
أما المصدر الثاني الهام الذي نرتكز عليه في استنباط ديانة هذا العصر، فهو الكشف الأثري في الوجه القبلي وفي الدلتا، وما كشف من الآثار إلى الآن يدل على أن مدنية الوجه البحري أعرق في القدم من مدنية الوجه القبلي.
وإذا كانت الأمور تقاس بأشباهها، فإن محتويات المقابر التي كشفت في هذا العصر بمقارنتها بما كشف في العصور التاريخية، تدل على أن القوم كانت لهم معتقدات دينية ترتكز على أساس متين، ولا أدل على ذلك مما عثر عليه في جبانة عصر البداري من الحيوانات التي عني بدفنها بعد تكفينها، كما كان يحدث في العصر التاريخي، فمثلا وجدت أولاد آوى، وثيران، وكباش، وغزلان، ملفوفة في حصير أو في نسيج من التيل، مما لا يترك مجالا للشك في أنها كانت تقدس، وتعبد، وأن أهل هذا العصر قد نقلوا عبادتها إلى العهد التاريخي، وكذلك وجدت في مقابر البداري تعويذات مصنوعة من العظم تمثل رءوس غزلان، وجاموس بحر، كما وجد في عهد نقادة بعض أعلام مرسومة على أواني فخار، ويحمل كل منها صورة حيوان أو شعارا، كان لا بد يستعمل بمثابة صورة أو رمز لأله خاص، ومن المحتمل جدا أن هذه الرموز الدينية تدل على أقسام سياسية للبلاد في هذا العصر.
ومن أهم الأدلة على اعتقاد القوم في هذه الأزمان السحيقة، بأن الإنسان سيعيش كرة أخرى في قبره ما يلاحظ في ترتيب الأدوات التي كانت توضع معه، ويمكننا أن نستنتج أن المواد الغذائية التي كانت توضع بالقرب من الجثة، وكذلك بعض أدوات الزينة وبعض الآلات كان لا بد للمتوفى أن يستعملها في حياته الثانية في القبر، كما كان يستعملها في حياته الدنيا بكل مظاهرها ولوازمها.
وقد ذكرنا فيما سلف أن جثة المتوفى كانت توضع في لحدها ورأسها متجهة نحو كوخ أسرته التي غادرها، وربما كان الباعث على ذلك رغبته حسب اعتقادهم في أن يرى باستمرار أملاكه الدنيوية وأخلافه من بعده، ويعزز هذا الرأي ما نشاهده في قبور العصر التاريخي؛ إذ نجد أن المتوفى في خلال الأسرة السادسة، كان يرسم خارج تابوته الخشبي عينين تدلان على مكان وجود رأسه، وكان في مقدوره أن يرى كل ما يحيط به في العالم الدنيوي بهما.
في خلال هذا العصر عثر كذلك على بعض دمى لنساء وخدم وحراس نصبت خلف جدار القبر، هذا إلى مراكب صغيرة معها شبكها ومعداتها، وحيوانات متوحشة وأليفة. كل هذه الأشياء قد أهديت للمتوفى ووضعت معه في القبر ليستعملها في حياته الآخرة بوساطة رقى سحرية، ولا نزاع في أن إنسان هذا العصر كان يستعين بالسحر لاستخدام هذه التماثيل الصغيرة فيقلبها إلى حقيقتها، وهذا بالضبط ما وجد في العصر التاريخي في معتقدات القوم الجنازية.
على أن هناك عادات في الدفن عثر عليها في عصر ما قبل الأسرات، ولكننا لم نعثر عليها في عادات العصر التاريخي إلى الآن، ولذلك ستظل سرا غامضا إلى أن نعثر على نظائرها، فمنها أنه عثر على هياكل عظمية في مقابر لم تمس بعد، لم تكن مدفونة بحالتها الطبيعية، وقد ظن بعض العلماء أن الأجسام التي وجدت بهذا الشكل، قد فصل عظام كل منها عن بعضها بعد الموت أو قبل الدفن، حتى إن بعضهم ظن أن لحمها كان يؤكل، ولكن ذلك الرأي لا يخرج عن مرتبة الخرافة المحضة.
अज्ञात पृष्ठ