प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
शैलियों
10
وغيرها عند مدخل الفيوم، ثم تابع أعماله في ميدوم، فطوخ، فالبلاص. وكذلك قام العالم «دي مرجان»، «وأملينو» الفرنسي، ثم «ماك إيفر»، «وجارستانج»، بحفائر في نقادة، و«العرابة»، والكاب، وغيرها من المواقع الأثرية.
أما في بلاد النوبة فقد قام الأستاذ «ريزنر» بحفائر في المواقع التي كان يهددها تعلية خزان أسوان، وقد وصف لنا البحاثة «ستون كار» مصنعا عظيما عثر فيه على سكاكين ذات وجهين فخمة الصنع وذات أحجام خارقة للحد المألوف، ويقع هذا المصنع في «وادي الشيخ» بالقرب من بلدة مغاغة بجوار الآبار القديمة التي كانت تحفر لاستخراج الظران.
وفي عام 1924-1925 بدأ المستر «برنطون» بعمل حفائر في جبانات بالقرب من بلدة البداري الحالية، وقد أماطت بحوثه اللثام عن صفحة جديدة في تاريخ ما قبل الأسرات في مصر. أما في الدلتا فقد قام «برشيا» العالم الأثري الإيطالي بحفائر في كوم القناطر، وهي أول محطة كشفت من هذا العصر، وقفا أثره الأستاذ «ينكر» ببحوث في تل اليهودية بالدلتا أيضا، وحديثا كشف كل من الأستاذ مصطفى عامر والأستاذ «منجين» عن محطة هامة في العصر الأنيوليتي في المعادي بين القاهرة وحلوان.
أما الصحراء فإن الأبحاث لم تقم فيها على قدم وساق، كما كانت في الوادي نفسه، ومع ذلك فإن البعثات القليلة التي بحثت فيها قد أسفرت عن بعض نتائج، فالبعثة التي قام بها الأمير كمال الدين في الصحراء حتى «جبل عوينات» عثر فيها على محطات مما قبل الأسرات، وجدت فيها أسلحة وسكاكين عظيمة الحجم من الحجر النوبي، وبالقرب منها عثر على أرحاء وأجران مصنوعة من حجارة ضخمة، وذلك برهان جديد على أنه كان يوجد في هذه الجهات واحات، ولكنها طبعا قد اختفت بجفاف العيون التي كانت تغذيها، ولا مراء في أنها كانت يانعة في هذا العصر، ومن المحتمل جدا أنها كانت لا تزال آهلة بالسكان في العهد الفرعوني.
وقد عثر حديثا العالم «بوفييه لايبير» على جبانة من نوع خاص في صحراء العرب على مسافة قريبة من القاهرة تشبه في أوروبا ما يطلق عليه اسم دلمن
Dolmens ، وكل واحد من قبورها يتألف من حجر عظيم مستوي السطح موضوع على حجرين عموديين، وهو أول شيء من هذا النوع عثر عليه في مصر، وهذه المقابر قد أقيمت على حافة وادي التيه، ولما كان وجه الشبه بين هذه المقابر ومثيلاتها في أوروبا عظيما فقد نسبها الأب «بوفييه» إلى العصر الأنيوليتي، غير أنه يظن كذلك أنها قد تكون صنعت في عصر متأخر عن ذلك.
ولما كانت الكتابة منعدمة في العصر الأنيوليتي حتى ظهور الأسرة الأولى، كان من الصعب على المؤرخ أن يضع تواريخ مؤكدة للمدنيات المتتالية التي مرت فيها مصر في أقدم عهودها، لذلك يجب أن نكتفي الآن بأقل الفروض. إذ الواقع أن بداية هذه المدنية ترجع بنا إلى عهود يكاد مقدار ألف سنة فيها، لا يعد بالشيء الخارق للعادة من حيث الزمن، ومما يؤسف له أن نهاية هذا العصر الذي هو في الواقع بداية العصر التاريخي لم يتفق عليه بصفة قاطعة للآن بين علماء الآثار، بل الأمر تخطى ذلك في النزاع، حتى إن كل تأريخ قبل عام 1580ق.م في التواريخ المصرية موضع شك، ولا أدل على ذلك من أن السير «فلندرز بتري» قدر عمر المدنية البدارية بنحو 10000 إلى 13000 سنة قبل الميلاد، على حين أن أثريين آخرين قدروا عمرها بنحو 5000 سنة. على أن مثل هذه التواريخ لا تخرج عن أنها محض تخمين، ولا ترتكز على أساس علمي ومع أنه كان من المتعذر وضع تاريخ مؤكد لبداية عصر ما قبل الأسرات أو نهايته، فإنه من الممكن أن يقتفي الإنسان تتابع الخطوات المختلفة التي حدثت في خلال هذا العصر، وهذا الإمكان قد نشأ نتيجة للبحوث التي قام بها المستر «فلندرز بتري» في «ديو سبوليس برفا»
11
لتتابع تاريخي خاص في أنواع الفخار كشفت عنه حفائره، وذلك أنه لاحظ أن نوعا خاصا من أواني الفخار كان يحدث فيه انحطاط منظم، وذلك أن البروز الذي كان في الأصل بمثابة يد الإناء، أخذ في التلاشي تدريجا حتى أصبح لا يزيد عن خط متموج لا معنى له حول رقبة الإناء، وهذا الانحطاط في يد الإناء صحبه تدهور مشابه له في شكل الإناء العام، ولذلك كان من الممكن أن يضع الإنسان تتابع تاريخيا لكل الأواني التي من هذا النوع، وبالوصول لهذا الترتيب كان من السهل أن يجد الإنسان أدوات أخرى من نوع هذه الأواني قد تدرجت في التغير.
अज्ञात पृष्ठ