प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक

सलीम हसन d. 1381 AH
110

प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक

موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي

शैलियों

ولما جاء عصر الدولة الوسطى وجدنا متونا مشابهة لها مكتوبة بالمداد الأسود على توابيت خشبية لعلية القوم. أما في عصر الدولة الحديثة فقد وجدنا متونا أكثر نموا وأغزر مادة مكتوبة على ورق بردي كان يوضع مع المتوفى في قبره، ويسميها علماء الآثار الآن بكتاب الموتى ، وتقع في أكثر من 120 فصلا، وكل هذه المتون في العصور المختلفة، أصبحت مصدرا لا ينفذ لتعرف ديانة القوم، وأساطيرهم الدينية. ورغم أن هذه المتون قد وجدت لأول مرة في عهد الملك «وناس» إلا أنها تدل على أن أصلها يرجع إلى زمن سحيق في القدم، وربما ظهر ما يثبت ذلك في المستقبل [انظر الفصل الثاني عشر: مصادر المقاطعات في العهد الفرعوني وما بعده].

وفي العالم الماضي كشف عن المعبد الجنازي لهذا الملك ثم عن جزء من الطريق الموصل لمعبد الوادي، وفي الوقت نفسه كشف عن جزء من معبد الوادي، ويظهر أنه أعظم مساحة مما كنا نتصوره، ومن المدهش أن الطريق الذي يوصل بين المعبدين وجد بعض أجزاء مما كشف منه سليمة نوعا ما، وقد كشفت لنا عن صفحة جديدة في تاريخ المعابد المصرية في عهد الدولة القديمة، ألقت شعاعا من النور على بعض الحقائق الجنازية والاجتماعية كانت مجهولة لدينا، فقد وجدنا أولا أن هذا الطريق كان مبنيا بالحجر الجيري الأبيض، ومسقوفا كذلك بقطع ضخمة من نفس الحجر فيها منافذ لإضاءة الطريق، وهذا السقف مزين بالنجوم لتمثل فيه السماء، أما جانبا الطريق فقد نقشا بمناظر غاية في الإتقان، بعضها جنازي، والبعض الآخر يمثل الحياة العامة، وحياة البلاط؛ فنجد مثلا حاملي القربان يذهبون نحو الهرم، وآلهة مختلفين يباركون الملك، ونجد مناظر تمثل الملك وهو يتقبل القربان، وأخرى وهو يحارب الأعداء ويقتلهم، كما نشاهد رجال البلاط آتين في خضوع للملك كل يقدم طاعته، بينما يصطف رجال الجيش أمامه كل يحمل لقبه، وفي جهة أخرى نشاهد جنود الملك يقتلون الأعداء من البدو بحرابهم ومداهم، وهناك نرى مناظر الزرع والحصاد ونباتات كل فصل، وجني الشهد وتوالد الحيوان، وفي أحد المناظر نشاهد صيد حيوان الصحراء من كافة أنواع الغزلان والأسود، من بينهما الزرافة التي لم يكن قد عثر على رسمها في نقوش الدولة القديمة. كل هذا كان مهيأ لمنفعة الفرعون، وكذلك نشاهد النيل وفيه كل أنواع الأسماك، والحقول وما فيها من طيور.

ثم نشاهد بعد ذلك مناظر قد عني الفرعون بها خاصة ليظهر لأخلافه كيف كان يعنى بتشييد معبديه؛ إذ نشاهد منظرا لبعض السفن المحملة بالأعمدة الجرانيتية وقطع الكرانيش التي كانت تستعمل في تشييد المعبد الجنازي، وقد كتب عليها: «أعمدة من الجرانيت أحضرت من أسوان»، ومن المدهش أن هذه الرسوم تدل دلالة واضحة على أن هذه الأعمدة والكرانيش قد صنعت في أسوان ثم وضعت على زحافات، وربطت، ثم وضعت في السفن لتكون جاهزة لإقامتها في أماكنها بمجرد وصولها؛ أي إنه كان يوجد في أسوان مدارس صناعات لهذا الغرض، ولم يشهد التاريخ منظرا قبل هذا ولا بعده، اللهم إلا مسلة الملكة «حتشبسوت» التي حملت من أسوان، غير أنها لم تكن قد تم نقشها، يضاف إلى ذلك أننا عثرنا على صور مراكب منقوشة على جدران هذا الطريق أعظم حجما من السفن النيلية، وقد وجد فيها قوم آسيويون شبه أسرى، وهذه المراكب بلا شك آتية من بلاد سوريا مما يدل على العلاقة بين البلدين في هذا العصر، بل وسيطرة مصر عليها بعض الشيء، وآخر منظر كشفنا عنه هو منظر للسوق المصري وتبادل السلع وصنع الذهب ووزنه، وقد كشف حديثا عن مقبرة زوجته «نبت»، ومقبرة لأحد أولاده المسمى «وناس عنخ». (7) ظهور عبادة الإله «رع» في الأسرة الخامسة

لاحظنا أنه منذ عهد الفرعون «شبسكاف» قامت نهضة لمقاومة عبادة إله الشمس «رع» الذي أخذ في النهوض والظهور منذ أواسط الأسرة الرابعة، ولكن تدل الأحوال على أن نجم هذا الإله أخذ يعلو في عهد الأسرة الخامسة ثانية، وأخذت عبادته تنتشر حتى أصبحت عبادة الدولة الرسمية، على أن إله الشمس «رع» الذي يحكم العالم لم يكن يعبد في مصر من قبل إلا عندما كان يمثل في الإله «آتوم» معبود بلدة عين شمس المحلي، ولكن مصر قد أصبحت الآن أمة عظيمة متحضرة تعتقد في نفسها أنها مركز العالم، وأن أمم المعمورة الأخرى ليس لها أية أهمية، وقد كان كل هم الإله «رع» حاكم العالم أن يهتم بالبلاد المصرية وفرعونها، وقد أخذ الآن يحل محل الإله «حور » فأصبح إله الدولة والمسيطر على كل البلاد، وصارت الآلهة المحلية للمقاطعات كلها دونه وتحت سلطانه، كما كانت حكام المقاطعات تدين لسلطان الفرعون وإرادته، وقد أدى ذلك إلى القيام بواجب جديد نحوه كان لا بد للفرعون وشعبه من القيام به، وهو أن يعترفوا بفضل الإله «رع» وأن يظهروا هذا ببناء المعابد وتقديم القرابين، وقد كان أول من ضرب المثل لذلك كما ذكرنا الفرعون «وسركاف»، ثم قفاه في هذا السبيل من خلفه، وبعد ذلك أحدث الفرعون «كاكاي» ثالث ملوك الأسرة الخامسة نظاما جديدا نحو تمجيد إله الشمس والاعتراف به، وذلك أنه أضاف لاسمه الملكي اسم «نفر إر كا رع» ومنه نلاحظ أنه أراد أن ينسب لنفسه صفة من صفات الإله «رع»؛ «جمال قرين رع»، وقد أصبح هذا الاسم هو الذي يذكر في كل نقوشه تقريبا، وقد حذا حذوه كل أخلافه دون استثناء في خلال هذه الأسرة، ولا يخفى أنه منذ الأسرة الرابعة كان يسمى الفرعون «ابن الشمس»، وذلك طبعا في أحوال فردية.

غير أن هذه التسمية أصبحت أكثر استعمالا في عهد الأسرة الخامسة، ولكن في خلال الدولة الوسطى منذ عهد الأسرة الإهناسية والأسرة الحادية عشرة أخذ هذا اللقب يدخل تدريجا في السجلات الملكية، ولقد شاهدنا الفرعون «نوسر رع» عندما أهدى معبده للإله «رع»، لم يذكر بالتخصيص أن الإله «رع» هو والده كما كان الحال مع الفراعنة الذين جاءوا فيما بعد، ولم ينسوا أن يذكروا ذلك، ولكن من جهة أخرى نشاهد أن كل فرعون كان بمجرد اعتلائه عرش الملك يقوم في الحال بإقامة معبد جديد للشمس، وذلك مما يدل على أنه كانت هناك علاقة شخصية تربط الفرعون بالإله «رع»، والواقع أن الديانة في عهد الأسرة الجديدة كان ينظر إليها نظرة مخالفة لما كانت عليه من قبل؛ إذ كان أهم واجب على الفرعون أن يسهر على العناية بتمجيدها، ولا أدل على ذلك من المرسوم الذي أصدره الملك «نفر إر كا رع» وحفظ في «العرابة»، وهذا المرسوم خاص بكل الدولة، وفيه كما ذكرنا آنفا يحرم الفرعون فرض أي سخرة على الكهنة وفلاحي أي معبد، أو أن ينتزعوا شيئا من الضياع التابعة للمعابد. ولا نزاع في أن قصة ورقة «وستكار» خرافة، ولكن إذا كانت تجعل ولادة ثلاثة الملوك الأول من الأسرة الخامسة من زوجة كاهن للإله «رع»، وإذا كان «رع» نفسه قد أنجبهم حتى يعتلوا عرش ملك مصر، ويبنوا المعابد للإله ويقربوا الضحايا، ويغذوا موائد القربان بالخيرات التي منها يشرب الإله، ويحبسوا عليها الأوقاف الطائلة، فإنا لا نشك في أن هذه القصة تعتمد على أصل تاريخي، هذا إلى أن الملك «وسركاف» كما ذكرنا في حينه كان كاهنا أعظم للإله «رع» في عين شمس قبل توليه العرش.

والحق أن العبادة الجديدة نشأت في هذه المدينة، ومنها خرجت عبادة «رع» وأصبحت مهد الحياة الدينية في كل جهات القطر، وكان مثل معابد الإله «رع» في الأسرة الخامسة مثل الأهرام تقام على حافة الهضبة الصحراوية الغربية خلف المدن الملكية في منطقة «منف». وترتيب بناء هذه المعابد في مجموعه يذكرنا بالتصميم الذي كان متبعا في المعابد الجنازية في عهد الأسرة الرابعة، فكان يخرج من المقر الفرعوني طريق منحدر بعض الشيء ينتهي في طرفيه بأروقة توصل إلى المعبد نفسه، وهو مقام على تلعة ممهدة رقعتها ومثبتة بالأتربة المنقولة، وكانت تقام في وسط ردهة عظيمة غير مسقوفة مسلة ضخمة يبلغ ارتفاعها نحو 60 مترا على قاعدة تشبه قمع الخياط، وهذه المسلة كانت مبنية من كتل من الحجر الجيري المرصوص بعضه فوق بعض، وأمام هذه المسلة كانت تقام مائدة قربان أو مذبح عظيم الحجم منفرد من المرمر، وعلى جوانب هذه الردهة كانت توجد مخازن المعبد، وطراز هذا الهيكل يختلف عن كل المعابد المصرية؛ إذ لا يحتوي على أي تمثال لإله، ولذلك لم يكن فيه أي «ناووس» أو محراب للتعبد؛ وذلك لأن الإله الذي كان يعبد فيه لم يكن مقره على الأرض، ولم يتقمص أي حيوان، أو تمثال، ولكنه يسطع في السماء كل يوم بكل جلاله وبهائه، أما المسلة التي يحتمل أنها كانت في الأصل قطعة حجر منصوبة، فليست إلا رمزا قديما لعبادة الشمس القديمة، ومن ملحقات هذا الهيكل سفينتا الشمس، وهما اللتان يسبح عليهما الإله في السماء. وقد كشفت سفن من هذا النوع منذ الأسر الأولى، ففي معبد «خفرع» كشفت اثنتان للشمس؛ واحدة للسباحة من الشرق للغرب، وأخرى من الغرب للشرق، والثانية مغطاة بالأحجار، لأنها تسبح ليلا ومفروض أنها لا ترى، وكذلك كشف في العام الماضي عن سفينتين لمعبد الملك «خوفو» ويبلغ طول الواحدة منها أكثر من خمسين مترا - كما سبق الكلام عن ذلك - مما يدل على أن عبادة الشمس كانت شائعة في الأسرة الرابعة تماما، والطريق المنحدر الذي يبتدئ من المقر الملكي عبارة عن طريق مغطى ينتهي عند المرتفع ذي القاعدة المكعبة، ومن هذا المكان يخرج الفرعون من الظلمات إلى نور النهار، محييا الإله الذي يبزغ من الشرق منذ مطلع الفجر ومعه جم غفير من القوم يحملون أمامه القربان إلى المائدة.

وفي هيكل الفرعون «نوسر رع» نجد على جدران دهليز معبده، وعلى جدران حجرة متصلة به نقوشا بارزة ذات جمال خارق لحد المألوف، وهي تمثل إما احتفال تأسيس الهيكل والعيد الثلاثيني، أو تمثل نشاط إله الشمس الخالق ما على سطح الأرض، مثل حياة النبات، ودنيا الحيوان، وذلك في خلال فصول السنة الثلاثة، وقد عثر في العام الماضي على مثل هذا المنظر في طريق معبد الملك «وناس» في سقارة، ومن ذلك يتضح لنا أن هياكل الشمس هذه لم تبن عبثا، بل لتحقيق فكرة دينية عظيمة. ولا شك في أن هذه الفكرة قد استعير بعضها من المباني التي سبقتها لتعبر عن عناصر قديمة، فمثلا نجد أن هذه الأروقة، والدهليز هي نفسها التي توجد في المعابد الجنازية للأهرام. أما مناظر الفصول فقد كانت بلا نزاع على جدران معابد الأهرام كذلك، ولكن لم يعثر عليها لأن كل مباني معابد الأسرة الرابعة قد اندثرت، ولم يبق منها إلا أشياء طفيفة جدا، وحقيقة كانت فكرة هذه الهياكل وتصميمها فذة وليس لها نظير في المباني الدينية في كل عصور التاريخ المصري .

ولكن إذا نظرنا إلى ظواهر الأمور وجدنا أن عبادة «رع» التي أدخلها ملوك الأسرة الخامسة قد أضافت إلها جديدا للآلهة القديمة فحسب؛ وذلك لأن الفراعنة كانوا يحتفلون بعبادة الآلهة الآخرين بنفس الحماس الذي أظهروه ل «رع» فكانوا يحبسون عليها القرابين والأراضي كما كانوا يفعلون للإله الجديد، وقد كان يعبد كذلك في هياكل «رع» مثيل له قد اختلط معه فيما بعد، وأعني بذلك إله النور الذي يطلق عليه «حور الأفق» (حور أختي)، وكذلك إلهة السماء «حتحور»، وقد كان هذا هو الفارق الرئيسي بين عبادة «رع» في هذا العصر، وبين عبادة «إخناتون» التي أسست فيما بعد، ومع كل ذلك فإنه يجب أن نتعرف في نفس عبادة «رع» خاصيات تجعلها مغايرة تماما لعبادة الآلهة الأخرى، وذلك أن في عبادة «رع» عنصرا خارقا للطبيعة؛ أي إن هناك فكرة عالية عن اللاهوت ظهرت في حياة المصريين. هذا إلى أنه في الوقت نفسه نجد أن فكرة الملكية المقدسة التي فرضت على الشعب في عهد الأسرة الرابعة، وجدت ما يناهضها في عبادة «رع»، فإذا كان واجب الفرعون منذ اعتلائه عرش الملك في عهد الأسرة الرابعة هو إقامة مقبرة ضخمة، فإنه منذ الأسرة الخامسة أصبح عليه واجب آخر لا يقل عن الأول في صعوبته وخطورته، وذلك هو بناء هيكل جديد لعبادة إله الشمس. على أن تأثير هذه الفكرة الجديدة يمكن ملاحظته تماما عندما بدأ آخر ملكين من ملوك هذه الأسرة يتنحيان عن بناء معابد جديدة للإله «رع»، ومنذ ذلك العهد أخذت عبادة «رع» تتضاءل كما سنرى أمام عبادة الآلهة الأخرى «وبخاصة الإله فتاح»، وهي الآلهة التي كانت عبادتها راسخة في ضمائر عامة الشعب، وليس شك في أن هؤلاء الآلهة قد خضعوا لنفوذ الإله «رع» خلال الأسرة الخامسة، كما خضعوا من قبل لعبادة الإله «آتوم» في عين شمس، وكان رجال علماء الدين، والمهذبون من أفراد الشعب يعتقدون أن الآلهة المحلية ليس لها أي نفوذ أو سلطان إلا لأنها مظهر من مظاهر الإله «رع». أما الإلهات فكانت في اعتقادهم إلهات السماء، أو بعبارة أخرى أمهات للشمس، وكذلك كان الحال في فكرة الملكية، فإذا كان الملك يعتبر أنه ابن ملك العالم «الشمس»، فإننا نجد سلطانه من هذه الناحية يزداد، ولكن من جهة أخرى نجد شخصيته أصبحت خاضعة لفكرة دينية أكثر سموا، فلم يصبح موقف الفرعون متساويا مع والده «رع» في أنهما يستمدان حقوقهما من مصدر واحد، (وهذا كان في الواقع موقف الملك بين الآلهة؛ إذ كان يعتبر «حور» الحي المتربع على العرش)، بل إن الفرعون أعلن على العكس طاعته وخضوعه وتنفيذه لإرادة والده «رع»، وهذا هو السر في أنه لم يعد يطلق عليه اسم «الإله العظيم» فيما بعد كما كان ينادى في عهد الدولة القديمة، بل أصبح لا ينادى إلا بلقب «الإله الطيب».

الفصل السابع عشر

الأسرة السادسة

अज्ञात पृष्ठ