88

मवरिद लतफा

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

अन्वेषक

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

प्रकाशक

دار الكتب المصرية

प्रकाशक स्थान

القاهرة

وَقيل: إِن فتيانا أَتَوا عمر بن عبد الْعَزِيز؛ فَقَالُوا: إِن أَبَانَا توفّي وَترك مَالا عِنْد عمنَا حميد الأصبحي؛ فَأحْضرهُ عمر وَقَالَ لَهُ: أَنْت الْقَائِل: (حميد الَّذِي أمج دَاره ... أَخُو الْخمر والشيبة الأصلع) (أَتَاهُ المشيب على شربهَا ... فَكَانَ كَرِيمًا فَلم ينزغ) قَالَ: نعم. قَالَ عمر: مَا أَرَانِي إِلَّا حادك، أَقرَرت بشربها، وَإنَّك لم تنْزع عَنْهَا. قَالَ: أَيْن يذهب [بك] ﴿؟ ألم تسمع قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ ألم تَرَ أَنهم فِي كل وَاد يهيمون وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ . فَقَالَ عمر: مَا أَرَاك إِلَّا قد أقلت، وَيحك يَا حميد، كَانَ أَبوك رجلا صَالحا وَأَنت رجل سوء. فَقَالَ: أصلحك الله، وَأَيْنَ شَبيه أَبَاهُ﴾ كَانَ أَبوك رجل سوء وَأَنت رجل صَالح. فَقَالَ عمر: إِن هَؤُلَاءِ زَعَمُوا أَن أباهم توفى وَترك مَالا عنْدك. قَالَ: صدقُوا، وأحضره بِخَتْم أَبِيهِم. [ثمَّ] قَالَ: إِن أباهم [لَعَلَّه] مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكنت أنْفق عَلَيْهِم من مَالِي، وَهَذَا مَالهم. قَالَ عمر: مَا أحد أَحَق أَن يكون عِنْده مِنْك؛ فَامْتنعَ وَدفع المَال. انْتهى. قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي تَارِيخه: حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم، حَدثنَا عَفَّان بن عُثْمَان [بن الحميد بن لَاحق] عَن جوَيْرِية، عَن نَافِع: بلغنَا أَن عمر قَالَ: إِن من وَلَدي رجلا بِوَجْهِهِ شين يَلِي؛ فَيمْلَأ الأَرْض عدلا. قَالَ نَافِع: فَلَا أَحْسبهُ إِلَّا عمر بن عبد الْعَزِيز.

1 / 90