268

मवरिद लतफा

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

संपादक

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

प्रकाशक

دار الكتب المصرية

प्रकाशक स्थान

القاهرة

ذكر دُخُول الْمعز إِلَى الديار المصرية - على سَبِيل الإختصار -
قيل: إِنَّه دَخلهَا وَمَعَهُ ألف وَخَمْسمِائة جمل [موسوقة] ذهب عين.
وَكَانَ دُخُوله إِلَيْهَا فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وثلثمائة.
وَكَانَ قد أرسل قبل ذَلِك مَمْلُوكه الْخَادِم جَوْهَر الصّقليّ بجيوش عَظِيمَة إِلَى مصر؛ فملكها جَوْهَر بعد أُمُور، وَبنى الْقَاهِرَة فِي سنة سِتِّينَ وثلثمائة.
وجوهر الْمَذْكُور هُوَ صَاحب الْجَامِع الْأَزْهَر، وَهُوَ من كبار الرافضة الشِّيعَة.
وَلما فرغت الْقَاهِرَة أرسل جَوْهَر إِلَى الْمعز؛ فجَاء وسكنها وملكها هِيَ وَالشَّام فِي رَمَضَان فِي سنة إثنتين وَسِتِّينَ وثلثمائة. وَكَانَ يَوْم ذَاك الْخَلِيفَة بِبَغْدَاد من بني الْعَبَّاس [أَمِير الْمُؤمنِينَ] الْمُطِيع بِأَمْر الله.
فَمن حِينَئِذٍ صَار بِبَغْدَاد وَسَائِر ممالك الشرق إِلَى أَعمال الْفُرَات وحلب يخْطب فِيهَا باسم [الْخُلَفَاء من] بني الْعَبَّاس. وَمن حلب إِلَى بِلَاد الْمغرب يخْطب [فِيهَا] باسم الْخُلَفَاء الفاطميين - وداخل ذَلِك الحرمان الشريفان -.
وَكَانَ الْمعز رَافِضِيًّا سبابا خبيثا، إِلَّا أَنه كَانَ فَاضلا، عَاقِلا، أديبا، حازما، جوادا، ممدحا، وَفِيه عدل للرعية.

1 / 270