154

मवरिद लतफा

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

अन्वेषक

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

प्रकाशक

دار الكتب المصرية

प्रकाशक स्थान

القاهرة

وَكَانَ المتَوَكل فِيهِ كل الْخِصَال الْحَسَنَة، إِلَّا أَنه كَانَ ناصبيا يكره عليا ﵁ وَكَانَ لكراهيته [لعَلي]﵁ سَببا ذَكرْنَاهُ فِي تاريخنا «النُّجُوم الزاهرة فِي مُلُوك مصر والقاهرة» . وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ قَاضِي الْبَصْرَة يَقُول: الْخُلَفَاء ثَلَاثَة: أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة، وَعمر بن عبد الْعَزِيز فِي رد مظالم بني أُميَّة، والمتوكل فِي محو الْبدع - يَعْنِي القَوْل بِخلق الْقُرْآن -. وَقَالَ يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي: قَالَ لي المتَوَكل: يَا مهلبي، الْخُلَفَاء كَانَت تتصعب على النَّاس ليطيعوهم، وَأَنا أَلين لَهُم ليحبوني ويطيعوني. وَكَانَ المتَوَكل كَرِيمًا، جوادا، حَتَّى قيل: إِنَّه مَا أعْطى خَليفَة [شَاعِرًا] مَا أعْطى المتَوَكل. وَفِيه يَقُول مَرْوَان بن أبي الْجنُوب: (فَأمْسك ندى كفيك عني وَلَا تزد ... فقد خفت أَن أطغى وَأَن أتجبرا) فَقَالَ: لَا أمسك حَتَّى يغرقك جودي. وَيُقَال: إِن المتَوَكل سلم عَلَيْهِ بالخلافة ثَمَانِيَة، كل وَاحِد مِنْهُم أَبوهُ خَليفَة: مَنْصُور بن الْمهْدي - عَم أَبِيه - وَالْعَبَّاس بن الْهَادِي - بن عَم أَبِيه - وَأَبُو أَحْمد بن الرشيد -[عَمه]- وَعبد الله بن الْأمين - ابْن عَمه - ومُوسَى بن الْمَأْمُون - ابْن عَمه أَيْضا - وَأحمد بن المعتصم - أَخُوهُ - وَمُحَمّد بن الواثق - ابْن أَخِيه - وَابْنه الْمُنْتَصر مُحَمَّد بن المتَوَكل هَذَا. وَهَذَا شَيْء لم يَقع لخليفة قبله.

1 / 156