मेटाफिज़िक्स का एक दृष्टिकोण
موقف من الميتافيزيقا
शैलियों
عبارة «قابلت العقاد» قضية فردية بسيطة، تصدق أو تكذب حسب مطابقتها أو عدم مطابقتها لما وقع في العالم الخارجي من حوادث، أما عبارة «قابلت رجلا» فليست بالقضية، وإنما هي «دالة قضية»،
12
ودالة القضية هي صورة فارغة لا يمكن تصديقها أو تكذيبها إلا بعد ملء ما فيها من فراغ بأسماء أفراد جزئية، فعبارة «س عمره عشرون عاما» صورة قضية؛ لأنني لا أستطيع القول إن كانت صادقة أو كاذبة إلا بعد أن أضع مكان س اسم فرد جزئي، بحيث تصبح مثلا «فيصل ملك العراق عمره عشرون عاما». «قابلت رجلا» دالة قضية لا قضية، وتحليلها هو [«قابلت س» و«س إنسان» دالة تصدق على فرد واحد على الأقل ]، وبهذه العبارة الأخيرة يتضح الفرق بين عبارة تتحدث عن أشياء ذوات وجود حقيقي، مثل «قابلت رجلا»، وأخرى تتحدث عن أشياء ليس لها وجود حقيقي مثل «قابلت غولا»؛ لأنه في هذه الحالة لن تصدق الدالة على «الفرد الواحد على الأقل».
وإذن فالذين يستنتجون من مجرد تحدثنا عن كلمات دالة على أوصاف عامة، وجود كائنات تكون بمثابة المسميات لتلك الكلمات - كما فعل مينونج وقدمنا شرح رأيه - قد أخطأوا لخلطهم بين القضية ودالة القضية، إنهم تصوروا أن قولنا: «قابلت غولا» قضية، وإذن فهي حديث عن شيء ما، وإذن فلا بد أن يكون لذلك الشيء نوع من الوجود المنطقي، وإلا لخلت القضية من معناها، مع أن العبارة التي من هذا القبيل، أعني العبارة التي تتحدث عن كلمة دالة على أوصاف عامة، هي دالة قضية، لا تتحدث عن شيء، ولا تتحول قضية متحدثة عن شيء إلا إذا أحللنا اسم علم مكان الكلمة ذات المعنى الكلي، وهذا ممكن في مثل قولي: «قابلت رجلا»، بأن أجعلها «قابلت العقاد»، وغير ممكن في مثل قولي: «قابلت غولا»، ومن ثم كانت العبارة الأولى مشيرة إلى فرد ما من أفراد الوجود الواقعي، على حين أن الثانية لا تشير إلى أحد.
ما الفرق بين وجود «هاملت» - وهو شخص خيالي في الأدب - وبين وجود «نابليون» - وهو شخص حقيقي في التاريخ؟ إن كلا منهما قد ورد اسمه في مجموعة عبارات مكتوبة في الكتب، لكن الأمر في حالة هاملت ينتهي عند حد هذه العبارات المكتوبة، أما في حالة نابليون، فقد كان في عالم الأشياء - بالإضافة إلى العبارات المكتوبة - كائن من لحم ودم يمشي ويحارب ويخطب في الناس.
13
وهكذا قل في العبارة التي تتحدث عن «رجل» والأخرى التي تتحدث عن «غول»، فلكل منهما معنى يفهمه السامع، وإلى هنا يتشابهان، لكنهما يعودان فيختلفان في أن الأولى يمكن تحويلها إلى قضية عن فرد معين له اسم معروف، وأما الثانية فتقف عند حد فهم معناها، بعبارة اصطلاحية: الأولى دالة قضية يمكن تحويلها إلى قضية، والثانية دالة قضية لا يمكن تحويلها إلى قضية.
4
الجملة المحتوية على عبارة (أو كلمة) وصفية عامة هي دالة قضية وليست قضية، أعني أنه لا يجوز الحكم عليها بصدق أو كذب إلا إذا رددناها إلى قضية أولا، وأعني مرة ثانية أنها لا تصلح موضوعا لمناقشة أو لاختلاف في الرأي ما دامت باقية على حالها لم ترتد إلى قضية.
ولنضرب مثلا لذلك كلمة «إنسان»، هذه نعدها «عبارة وصفية عامة»، أي إنها ليست اسما يسمي هذا الفرد المعين أو ذاك الفرد المعين، ليست هي ككلمة «العقاد» مثلا؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة تعين فردا بذاته ولا تطلق على سواه، ليست كلمة «إنسان» اسما خاصا لفرد معين معلوم، بل هي «وصف عام»، فإذا وردت في جملة مثل «الإنسان فان»، فإن هذه الجملة لا تكون - كما ظن المنطق التقليدي - قضية يجوز وصفها بالصدق أو بالكذب، إذ ليس في عالم الأفراد فرد اسمه «الإنسان»، بحيث يمكننا أن نرجع إليه لنرى إن كان فانيا أو غير فان.
अज्ञात पृष्ठ