============================================================
التمهيد - الفصل الأول: التعريف بابن صكن 1 المبحث الخامس: رحلاته: قال الخطيب البغدادي: المقصود في الرحلة أمران: أحدهما تحصيل علو الإسناد، وقدم السماع، والثاني لقساء الحفاظ والمذاكرة لهم، والاستفادة عنهم. فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره، فلا فائدة في الرحلة، والاقتصار على ما في البلد أولى (1).
أخذ ابن عساكر بنصيحة الخطيب، فبعد أن سمع العلم من علماء دمشق، وبلغ الحادية والعشرين من عمره عقد النية على الرحلة، بعد أن أذنت له أمه.
ولم تكن دمشق - يومئذ - بالمركز العلمي الذي يضاهي بغداد، ومدن خراسان، من حيث كثرة العلماع وعلو الإسناد، يدل على ذلسك م شيوخه، فجلهم من العراق، وخراسان.
يقول الذهي عن ذمشق: 1تم تناقص العلم ها في المعة الرابعة، والخامسة، وكثر بعد ذلك، ولا سيما في دولة نور الدين، وأيام محدثها ابن عساكر، والمقادسة النازلين بسفحها، ثم كثر بعد ذلك بابن تيميسة، والمزي، وأصحاهما، ولله الحمد"(2).
وكانت لابن عساكر رحلتان علميتان؛ الأولى إلى العراق، والثانية إلى خراسان، ورحلة إلى المدينة ومكة لأداء فريضة الحج (1) الجامع (223/2).
(2) الأمصار ذاوت الآثار (ص 162- 166).
पृष्ठ 42