============================================================
القدهة الحمد لله الذي اتصف بالعلم وحث عليه، وجعله سبيلا موصلا اليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، علم بسالقلم، علم الانسان ما لم يعلم.
وأشهد أن محمدا رسول رب العالمين، أمر أمته بطلب العلم، والتفقه في الدين، وأخبر أن الملائكة تضع أجنحتها لطالبه، وأن طريق الجنة يسهل لسالكه.
وبعد، فقد جعل الله للعلوم محلين: أحدهما الصدور، والآخر الكتب المدونة(1)، وكان علم الصحابة والتابعين في الصدور، فهي خزائن العلم لهم، ثم أخذ حفظ العلماء ينقص، ودونت الكتب، واتكلوا عليها(2).
ومن هذه الكتب المدونة، تاريخ مدينة دمشق، الذي حاز بين تواريخ المدن على السبق، للامام، العلامة، الحافظ، الكبير، المجود، محدث الشام، ثقة الدين، أبي القاسم، علي بن الحسن بن هبة الله بن عبدالله بن الحسين الدمشقى الشافعي، المعروف باين عساكر- رحمه الله.
وتعد دراسة الموارد (المصادر) واحدة من أهم الأسس في دراسة التطور الفكري، فمن خلالها يتم التعرف على النتاج الفكري المدون عبر العصور المختلفة (1) الخطيب: (تقييد العلم، ص 28).
(2) الذهي: (تذكرة الحفاظ 160/1).
पृष्ठ 12