أوقفني في العهد وقال لي أطرح ذنبك عن عفوي وألق حسنتك على فضلي . وقال لي اترك علمك إلى علمي تقتبس نور الهداية وألق معرفتك إلى معرفتي تثبت الهداية . وقال لي إذا وقفت بي تعرض لك كل شيء ليدفعك عني . وقال لي إنما تأخذ أجرك ممن أصبحت له أجيرا . وقال لي إنما أنت أجير من تعمل من أجله . وقال لي إن عملت لي من أجلي فذاك لي ، وإن عملت لي من أجل غيري فذاك لغيري . وقال لي إن كنت أجير العلم أعطاك الثواب العلم وإن كنت أجير المعرفة أعطتك السكينة . وقال لي كن أجيري أرفعك فوق العلم والمعرفة فترى أين يبلغ العلم وترى أين ترسخ المعرفة فلا يسعك المبلغ ولا يستطيعك الرسوخ . وقال لي إذا عرضت الجمع وقف الواقفون بي في فنائي لا يراعون فيتلجلجوا ولا يفزعون فيتحيروا . وقال لي إذا وقفت بي أعطيتك العلم فكنت أعلم به من العالمين وأعطيتك المعرفة فكنت أعرف بها من العارفين وأعطيتك الحكم فكنت أقوم به من الحاكمين . وقال لي أين جعلت اسمي فثم اجعل اسمك . وقال لي الحرف يسري في الحرف حتى يكونه فإذا كأنه سرى عنه إلى غيره فيسرى في كل حرف فيكون كل حرف . وقال لي إذا نطقت بالحرف رددته إلى المبلغ الذي تطمئن به فيسري بحكم مبلغه في الحروف فيسري إليك الحكم السوى . وقال لي الحرف الحسن يسرى في الحروف إلى الجنة ، والحرف السوء يسري في الحروف إلى النار . وقال لي انظر ما حرفك وما مبلغك . وقال لي انصرني تكن من أصحابي . وقال لي إذا أردتك لنصرتي لم أوجدك قوة إلا من نصرتي . وقال لي إذا أردتك لنصرتي علمتك من علمي وما لا يحمله العالمون . وقال لي إنما يقف في ظل عرشي أنصاري . وقال لي يا عارف انصرني وإلا أنكرتني . وقال لي المعترض لي ينقلب إلى كل النعيم والمعترض علي ينقلب إلى كل العذاب . وقال لي اعرف مقامي وقم فيه . وقال لي إذا وقفت في مقامي جاءك الإخبار من السماء ومن الأرض ومما بينهما فألقه في النار فإن كان باطلا حطمته ولم تحطمك وإن كان حقا رددته إلي ولم تحجبك . وقال لي الحرف الذي تكونت به الحروف لا يستطيع محامدي ولا يثبت لمقامي .
52 - موقف عنده
पृष्ठ 85