208

मवाहिब लदुनिया

المواهب اللدنية بالمنح المحمدية

प्रकाशक

المكتبة التوفيقية

संस्करण

-

प्रकाशक स्थान

القاهرة- مصر

وليس هذا الحديث من حديث أبى هريرة، إنما هو من حديث يعلى بن مرة.
وكذا جزم النووى بأنه- ﵊ أذن مرة فى السفر، وعزاه للترمذى وقواه.
ولكن روى الحديث الدار قطنى وقال فيه: أمر بالأذان، ولم يقل: أذن.
قال السهيلى: والمفصل يقضى على المجمل المحتمل.
وفى مسند أحمد من الوجه الذى أخرج منه الترمذى هذا الحديث: فأمر بلالا فأذن «١»، قال فى فتح البارى فعرف أن فى رواية الترمذى اختصارا، وأن قوله أذن: أمر، كما يقال: أعطى الخليفة فلانا ألفا، وإنما باشر العطاء غيره، ونسب للخليفة لكونه أمر «٢» . انتهى.
فإن قلت هل صلى النبى- ﷺ خلف أحد من أصحابه؟ قلت:
نعم، ثبت فى صحيح مسلم وغيره أنه- ﷺ صلى خلف عبد الرحمن بن عوف، ولفظه: عن المغيرة بن شعبة أنه غزا مع رسول الله ﷺ تبوك، فتبرز رسول الله- ﷺ قبل الغائط، فحمل معه إداوة قبل صلاة الفجر ... الحديث إلى أن قال: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم، فأدرك رسول الله- ﷺ إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الأخيرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله- ﷺ يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النبى- ﷺ صلاته أقبل عليهم ثم قال، أحسنتم، أو قال:
أصبتم يغبطهم أن صلوا لوقتها «٣» .

(١) ضعيف: أخرجه أحمد فى «مسنده» (٤/ ١٧٣)، وانظر ما قبله.
(٢) قاله الحافظ فى «الفتح» (٢/ ٧٩) .
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٧٤) (٨١) فى الطهارة، باب: المسح على الناصية والعمامة، و(٢٧٤) (١٠٥) فى الصلاة، باب: استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما، وأبو داود (١٤٩ و١٥٢) فى الطهارة، باب: المسح على الخفين.

1 / 195