قال المصنف : وقد جمعت في كتابي هذا من الآيات والحكم والذكر والمواعظ ما هو شاف لمن نظر وعبرة لمن تذكر ثم بالاحسان لغيره ثانيا لقول الله تعالى: وذكر فان الذكرى ينفع المؤمنين ليزداد حرصا على الطاعات * ويعلم قصوره عن بلوغهم في الدرجات * فنسأل الله التوفيق لأزكى الأعمال وأعظم البركات * فانه ومجيب الدعوات * وغافر السيعات * ليرغب المجتهد عند سماعه * وينتفع به المريد في انقطاعه * الى عبادة ربه المعبود * ويرفض ما سواه من الوجود * وأرجوا به الفوز بالجنان * وبالله المستعان * وعليه التكلان * انه قد برضان * وجعلته خمسين بابا وسميته:
مواعظ الأبرار
تصنيف بيبرس الدوادار
وبعد فأابتدئ من ذلك بما روى عن النبي صلعم في قوله : بنى الاسلام على خمس وهى الاركان وعليها الدار، شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا *
पृष्ठ 41
الباب الأول من الذكر فى شهادة أن لا إله الا الله
قال الله عز وجل من سورة آل عمران : شهد الله أنه لا اله الا هو والملايكة وأولوا العلم قايما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم.
ان الدين عند الله الاسلام والى قوله: مصدقا لما بين بدى من التوراة ولأحل لكم بعض الذى حرم عليكم وجيتكم بآية من ربكم فا تقو الله وأطيعون. قوله : شهد الله أنه لا اله الا هو قال الزجاج : معنى شهد الله أنه عز وجل قد دل على توحيده بجميع ما خلق. الله والملايكة أى شهدت الملايكة * لما علمت من قدرته و الله عظيم قدرته وأولوا العلم بما [ثبت عندهم] . قال مقاتل: هم مؤمنون أهل الكتاب كلهم . قايما بالقسط أى بالعدل مقيما له. يقال فلان قايم بهذا الامر والله تعالى يجزى التدبير على الاستقامة في جميع الأمور بالعدل. حكى عن غالب القطان قال: أتيت الأعمش فلما كان الليل قام يتهجد مر بهذه الآية : شهد الله أنه لا اله الا هو والملايكة وأولوا العلم قايما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. فقال الأعمش : لما أشهد بما شهد به وأستودع الله هذه الشهادة وهى لي عنده وديعة وان الدين عند الله الاسلام قالها مرارا. فصليت معه ورويت عنه ثم قلت له : اننى سمعتك
पृष्ठ 43
ترددها . فقال: أوما بلغك ما فيها؟ قلت : أنا عندك منذ سنتين لم تحدثني بها. فقال: والله، لا أحدثك بها والا بعد سنة. فكتبت على بابه ذلك اليوم وأقمت سنة فلما مضت السنة قلت : يا أبا محمد، حدثنى فقد مضت سنة. فقال: حدثني أبو وايل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلعم : يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى: ان لعبدى هذا عندى عهدا وأنا أحق من وفى بالعهد، أدخلو عبدى الجنة. قوله : ان الدين عند الله الاسلام . قال قتادة: الاسلام شهادة أن لا اله الا الله والاقرار بما جاء (به) من عند الله وهو دين الله الذى شرع لنفسه وبعث به رسله. وروى الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلعم قال: تعرض الأعمال بوم القيامة فتجىء الصلاة فتقول: يا رب ، اني الصلاة. فيقول الله تعالى: انك على خير. ويجيء الصدقة فيقول: يا رب ، اني الصدقة. فيقول الله: انك عل خير. ويجيء الصيام والأعمال كذلك. قال: ويجيء الاسلام فيقول: يا رب، أنت السلام وأنا الاسلام. فيقول الله عز وجل: انك على خير، بك آخذ اليوم وبك أعطي. وقال الحسن: ان الدين عند الله الاسلام ومن [يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. قوله : [وما] اختلف الذين أوتوا الكتاب قال ابن عباس : يعني بهود * قريظة والنضير وأشباعهم من اليهود [الذين آمنو] بنبوة محمد صلعم لما كانوا يجدونه في
पृष्ठ 45
كتابهم من نعته الا من بعد ما جاءهم العلم قبل بعثه، فلما جاءهم اختلفوا فآمن بعضهم وكفر آخرون فقالوا: لست الذي وعدنا به. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به بغيا البغى طلب الاستعلاء بظلم فعلوا ذلك طلبا للرياسة وحسدا على النبوة. ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب وعيد لليهود الذين كفروا بمحمد صلعم وما جاء به . فان حاجوك يعني اليهود والنصارى فقل أسلمت وجهي لله. قال الفراء : أخلصت عملي لله والوجه هاهنا العمل ومن اتبعني يريد المهاجرين والأنصار. قوله : وقل للذين أوتو الكتاب يعني اليهود والأميين يعني العرب أأسلمتم فان أسلموا يعني انقادوا للقرآن وصدقوا فقد اهتدوا وان تولوا أى أعرضوا عنك فانما عليك البلاغ تبليغ الرسالة والله بصير بالعباد قال ابن عباس : من آمن بك وصدقك ومن كفر بك وكذبك.
ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس عن أبي عبيدة بن الجراح أن النبي صلعم قال: قتلت بني اسرايل ثلثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة. فقاموا ماية واثنا عشر رجلا من عباد بني اسرايل نهوهم عن المنكر وأمروهم بالمعروف وأمروا بقتلهم جميعا من آخر النهار. فقال: فبشرهم بعذاب أليم. أوليك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والأخرة وما لهم من ناصرين فأخبر
पृष्ठ 47
ببطلان أعمالهم ومن ادعايهم التمسك بالتوراة وهدى أفعالهم.
قوله الم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون، الى كتاب الله ليحكم بينهم بعني علماء البهود من بني قريظة والنضير. قال ابن عباس: المراد بكتاب الله هاهنا القرآن.
وقال قتادة : دعوا للقرآن بعد آن شبت آنه كتاب الله حيث لم قدر آحد من البشر آن يعارضه. [ليحلكم بينهم جعل الله تعالى [القر آن] حكما بسين اليهود وبين [رسوآل الله صلعم فحكم القرآن عليهم بالضلالة فأعرضوا عنهم. ثم يتولى فريق * منهم [وهم معرضون بسبب اعراضهم عن حكم القر آن حيث [قالو :] لن تمسنا النار الا أياما معدود ات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فقولهم لن تمسنا النار هو الافتر ء الذى قالوه.
فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ربب فيه بعي حالهم اذا جمعناهم لسيوم الجزاء والحساب وهو يوم لا ريب فيه. ووقيت كل نفس ما كسبت من خير وشر يعني أعطيت جزاءها كاملا وهم لا يظلمون ولا بنقص من حسناشهم ولا بزداد على سيياشهم*. قوله : قل اللهم مالك الملك تؤشى الملك من ششاء وشنزع الملك ممن ششاء الآية. قال ابن عباس : لما افتتح النبي صلعم مكة وعد امته ملك فارس والروم فقال المنافقون واليهود: هيهات هيهات، ان فارس والروم أعز وأمنع من أن نغلب على بلادهم فأنزل الله هذه الآية : تؤتي) الملك من
पृष्ठ 49
تشاء لمحمد وأصحابه وتنزع الملك ممن نتشاء الروم وفارس وتعز من تشاء بريد المهاجرين والأنصار وتذل من تشاء بريد الروم وفارس وبيدك الخير عن الدشيا والآخرة . وعن علي بن أبي طالب رضه ان فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآيتين من آل عمران شهد الله أنه لا اله الا هو وقل اللهم مالك الملك الى قوله : شرزق من ششاء بغير حساب منتفعات ما بينهن وبين الله حجاب تولما أراد الله أن بنزلهن تعلقن بالعرش وقلن: يا رب ، شهمطنا الى أرضك والى من بعصيك. فقال الله تعالى: بي حلفت ، لا يقرأها أحد من عبادي دبر كل صلاة الا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه والا سكنته حظيرة القدس والا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة .
قوله . تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل قال جميع المفسرين: يجعل ما ينقص من أحدهما زيادة في الآخر. والايلاج ادخال الشىء فى الشىء. وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى قال ابن عباس: تخرج الكافر من المؤمن والمومن من الكافر وترزق من تشاء بفير حساب قال الزجاج: بغير تقتير ) ولا تضيق .
قوله : لا يتخد المؤمنون الكافرين آولياء من دون المؤمنين نزلت في قوم من المؤمنين كانو يباطنون الكفار ويوالونهم فنهى الله سبحانه وتعالى آن المؤمنين يباطنوا الكفار أو يوالونهم.
पृष्ठ 51
ثم أوعد على ذلك فقال: ومن بفعل ذلك فليس من الله فى شيء يعني من دين الله ، انه * برئ منه وفارق دينه. شم استشن فقال: الا أن شتقوا منهم تقاة وهذا في المؤمن اذا كان في قوم كفار ليس فيهم غيره وخافهم على نفسه وماله فله آن بداريهم باللسان وقلبه مطمعن بالايمان دفعا عن نفسه . قال ابن عباس : يعنى مدار ة ظاهرة ويحدركم الله نفسه أى يحدركم اياه وال الله المصير اليه مرجع الخلق كلهم بعد الموت. قل ان تخفوا ما فى صدوركم بعني مودة الكفار وموالاشهم أو شبدوه يعلمه الله أى يجازيكم على ذلك لأنه عالم به ويعلم ما في السموات وما في الأرض اتمام التحذير والله على كل شىء قدير تحذير من عقاب الآخرة من لا يعجزه. قوله : بوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا بعني ما عملت من صحايف الحسنات جز ما عملت من الشواب وما عملت من سوء تود لو آن بينها وبينه آمدا بعيدا. قال مقاتل: كما بين المشرق والمغرب. والله رؤوف بالعباد قال الحسن: من رأفته بهم آن حذرهم نفسه. قل ان كنتم تحبون الله قال ابن عباس : وقف رسول الله صلعم على قريش وهم في المسجد الحرام بيسجدون للأصنام فقال: يا معشر قريش، والله لقد خالفتهم ملة أبيكم ابر اهيم. فقالت قريش : انما نعبد هذه حبا لله ليقربونا الله. فقال الله : قل يا محمد، ان كنتم تحبون الله فاتبعوني
पृष्ठ 53
بحسكم الله فانا رسوله اليكم وحجته عليكم فأطيعوا امرى يشكم الله ويغفر لكم دنوبكم والله غفور رحيم . ثم يسن ، ان طاعة الله ، مغلفة بطاعة الرسول فلا بتم لأحد طاعة الله مع معصية الر سول. فقال: قل أطيعوا الله والرسول قال ابن عباس : بريد محمدا صلعم فان طاعتكم له طاعة لي. فان تولوا أى أعرضوا عن طاعتك فان الله لا يحب الكافرين لا يففر لهم ولا يشني عليهم.
قوله : ان الله اصطفى آدم ونوحا الآية أى جعلهم صفوة خلقه واختارهم بالنبوة والرسالة. قوله : وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين آراد بآل ابراهيم اسمعيل واسحق ويعقوب و الأسباط وبآل عمران موس وهرون وانما خق هاولاء بالذكر * [ اصطفاهم على عالمي زمانهم. ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم بعني ذرية آدم ونوح وابراهيم و آل عمران والله سميع ما يقوله الذرية المصطفاة عليم بما بيضمروا فذلك فضلهم على غيرهم . اذ قالت امرأت عمران يعني حتة ام مريم جدة عيسى عم اني نذرت لك ما في بطني محررا بعني أوجبت خالصا لله للكنيسة مفرغا للعبادة وكل ما أخلص فهو محرر.
فلما وضعتها اذا هي جارية فقالت عند ذلك: رب اني وضعتها أنش اعتدرت الى الله حين فعلت ما لا يجوز تحرير الآنش للكنبسة والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنشى بعني لخدمة الكنايس والعبادة واني سميتها مريم واني أعيذها بك وذريتها
पृष्ठ 55
من الشيطان الرجيم يعني أمنعها وأجيرها بك من الشيطان المطرور بالشهب الرجيم. قال آبو هريرة: سمعت رسول الله صلعم يقول: و ما من مولود من سني آدم يولد الا يمسه الشيطان فيستهل صارخا غير مريم بنت عمران وابنها عبس عليهما السلام . يقول ابو عريرة : افرءوا ان شيتم : واتي أعبذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. قوله : فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها شباتا حسنا قال ابن عباس : في صلاح ومعرفة بالله وطاعته وخدمة للكنيسة وكفلها زكريا أى ضمها الى نفسه ليقوم بامرها كلما دخل عليه زكريا المحراب وذلك أنه كفلها زكريا بنا لها غرفة وبنا فيها محر ابا لا يصعد اليها غيره وكانت شتعبد فيها الليل والنهار.
وكلتما دخل عليها زكريا المحر اب وجد عندها رزقا بعنى كلما دخل علبها الى غرفتها وجد عندها فاكهة الشتاء فى الصيف وفاكهة الصيف فى الشتاء تأ شيها بها الملايكة من الجنة . قال يا مريم أش لك هذا يعنى من أين لك هذ ؟ قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بفير حساب . فعند ذلك قال زكريا : فان الذى رزقك العنب في غير حينه قادر أن برزقني من العقيم الولد. فدعا عند ذلك وسأل الله آن يهب له ولد ، ذلك قوله: هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك أى من عندك ذرية * طيبة أى نسلا مباركا تقيا اتك سميع الدعاء قال ابن عباس : بعني لأوليابيك وأهل طاعتك.
فادته الملايكة وهو قايم بصلي في المحر اب آن الله ببشرك بيحبى
पृष्ठ 57
مصدقا بكلمة من الله قال بزيد: مصدقا بعيس لأته روح الله وكلمته لأنه حدث عند قوله كن فوقع عليه اسم الكلمة لأنه بها كان. وكان بحيى أول من آمن بعيس وسيدا وحصورا السيد الذى لا يغلبه غضبه ويفوق في الخير قومه والحصور الذى لا بأتي النساء لأته حصر نفسه عن الشهوات. ونبيا من الصالحين. قوله : قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامر أتي عاقر قال ابن عباس : كان زكريا لما بشر بالولد عمره ماية وعشرون سنة وكان عمر امر آته تسعين سنة، وامرآشى عاقر لا تلد. قيل له : كذلك من الأمر الله يفعل ما يشاء يعني هبة الولد على الكر. قال رب اجعل لى أية وذلك أن زكريا لما بشر بالولد سأل الله علامة بعرف بها وقت حمل امرأته ليزيد في العبادة شكرا على الهبة.
فقال الله تعالى أيتك الا شكلم الناس ثلثة آيام الا رمزا يعنى علامة ذلك آن يمسك لسانك عن الكلام وأنت صحيح سوي. قال الحسن وقتادة : انه أمسك لسانه ثلثة أيبام فلم يقدر أن يكلم الناس الا ايماء واشارة وجعل ذلك علامة حمل امرأته. قوله : واذكر ربك كشبرا وسبح بالعشي والابكار وذلك أنه لم يحبس لسانه عن التسيح وذكر الله تعالى وسبح بالعشي يعني آخر النهار والابكار وقت البكور ما بين طلوع الشمس الى الضحى . قوله : ذلك من أنباء العيب يعني ما فص من حديث زكريا ومريم ويحيى من أنباء الغيب
पृष्ठ 59
ما غابا عنك وعن قومك نوحيه اليك بارسال جبريل وما كنت لديهم آذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم قال ابن عباس : كانوا جماعة من الآنياء اختصموا على مريم كل آحد يقول: آنا أولى بها فقال زكريا: هي بنت عمي وخالتها عندى. فقالوا له : لا نرضى حتى نقترع عليها. فعند ذلك اتفقوا أن كل واحد يحضر سهما من قلم شم آتوا بها الى نهر وقالوا: اللهم، من كان أولى فليقم سهمه وينحدر الآخرون. * فلما ألقوها فأبرز قلم زكريا وانحدرت أقلام الآخرين فقرعهم زكريا بكفلها فذلك قوله تعلى: وما كنت لديهم اذ يلقون أقلامهم آيهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون عليها. قوله : اذ قالت الملايكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح قال ابن عباس : يعني الملايكة جبريل عم بكلمة منه بعني عبس عم . قال الحسن وقتادة : لأنه كان كلمة الله وهي كن. اسمه المسيح قال ابن عباس : انما سمى مسيحا لأته كان لا يمسح بيده على ذي عاهة الا برئ باذن الله. وجيها في الدنيا والآخرة معنى الوجيه ذو الجاه والشرف والقدر والمنزلة الرفيعة عند الناس ومن المقربين يعني الى شواب الله وكرامته .
ويكلم الناس في المهد بعني صفيرا وكهلا الذي اجتمعت قوته وتم شابه ومن الصالحين آراد به مثل موس ويعقوب وابراهيم عليهم السلام. قوله : قالت رب آثي يكون لي ولد ولم بمسسني بشر تعجبت حين بشرت بالولد من غير بعل لآنه عبر العادة. قال
पृष्ठ 61
يعني جبريل كذلك الله بخلق ما بشا اذا قضى آمرا فانتما بيقول اله كن فيكون يعني اذا آراد الله آمرا فأمره بين الكاف والنون.
ويعلمه الكتاب اوالحكمة يعني العلم والتوراة والانجيل. ورسولا لى بني اسر ايل قال الزجاج: ويجعله رسولا آني قد جيتكم بآية من ربكم ثم ذكر الآية فقال. آني أخلق لكم من الطين معناه أصور من الطين وكهيثة بعني صورة طير فأنفخ فيه فيكون طيرا بادن الله قال ابن عباس: أخذ طينا فصور منه خفاشا ثم نفخ فيه فادذ هو طر. وآرتي الآكمه والأبرص والآكمه هو الذي يولد أعمى والأبرص الذي به وضح. وأحيي الموشى باذن الله وذلك آنه أحيا عازر وآعاد سام بن نوح من قبره فخرج حيا ومر عليه ميت على سرير فدعا الله فنزل عن سريره حيا وعاد الى أهله. وآنبيكم بما تأكلون وما تدخرون في سيوتكم قال مجاهد: ما اكلتم البارحة وما خيأتم. دان في ذلك لآية لكم ان كنتم مؤمين.
قوله . ومصدقا لما بين يدى (من التوراة) يعني الكتاب الذي آشزل من قملي. ولاحلن لكم بعض الذي حرم عليكم قال المفسرون: أحل لهم على * لسان عيسى بن مريم عم لحوم الابل والأشياء من الطيور والحيتان ما كان محرما في شريعة موس عم. وجيتكم بآية من ربكم يعني لم أحل لكم شيعا بغير برهان ولا دليل فهو حقيق عليكم آتيا عني وأما الآية التي تقدم ذكرها أتاهم
पृष्ठ 63
بآيات كشيرة في الدلالة على رسالته. فاتقوا الله وأطيعون أى ان كنتم شتقوا الله فتطيعون *
وقال رسول الله صلعم : يؤتى بالرجل يوم القيامة الى الميز ان عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل منها مد البصر خطاياه وذنوبه فتوضع فى كفة الميزان ثم يخرج له قرطاس مثل الأنملة فيها شهادة آن لا اله الا الله وحده ولا شريك له وأن محمدا رسول الله فتوضع فس الكفة الأخرى فترجع على خطاياه . وقال رسول الله صلعم : أفضل ما قلت آنا والنبيون من قبلي لا اله الا الله . وكن عطاء: سألت ابن عباس عن قوله تعالى: فافر الذنب وقابل التوب شديد العقا وعن عطاء: فقال: غافر الذنب وقابل التوب لمن يقول: لا اله الا الله، شديد العقاب لمن لا يقول لا اله الا الله. وقال أبو هريرة : سألت رسول الله صلعم : من أولى الناس بشفاعتك ؟ قال: من قال: لا اله الا الله خالصا من قلبه . وقال رسول الله صلعم : لقنوا موتاك : لا اله الا الله، فانه أهدم للذنوب. قالوا: با رسول الله، فان قالها في حياته؟ قال: أهدم وأهدم. وكن أنس قال: سعل رسول الله صلعم . هل للجنة من قال. ل اله الا الله؟ قال: نعم ،،
पृष्ठ 65
القول في الذكر من الحديث وأقوال الرجال ووفياتهم
قال رسول الله صلعم حكاية عن ربه: آنا عند ظن عبدي بي وآنا و معه اذا ذكرني، (فان ذكرني) في ملا ذكرته في ملا خير منهم، فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان تقرب الى شرا تقربت اليه ذراعا وان تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا وان أتاني بمشي أشيته هرولة وان لقيني بقراب الأرض خطية لا يشرك بي شييا لقيته بمثلها مففرة. وقال مظفر الحساني: كنت أنا والخراط لي موضع فتذ اكرنا شييا من العلم فقال الخراط: ان الذ اكر لله فايدته في أول ذكره أن بيعلم أن الله ذكره فيذكر الله *[ . فقال: ان كان الخضر عم هاهنا لشهد بصحته . [ )بين الأرض والسماء حتى بلغ الينا. وقال: صدق الذاكر الله بفضل ذكر الله له ذكره . فالتوفق بين هذه الحكاية وبين الآية والحديث هو أن الله جل ذكره هو الأول في كل شىء و الآخر في كل شىء فمن حيث أوليته بذكر عبده فيذكره العبد بفضل ذكره سحانه وتعالى له . والذكر في مقابلة الذكر فان ذكره بالطاعة ذكره بالمغفرة وان ذكره بالسؤال ذكره بالاجابة وان ذكره بالشوق كما عن الله عز وجل: واخي اليهم لأشد شوقا وقيل في المعن:
ومن بعد هذا ما لحد صفاته
وما كتمه أحظى لديه وأعدل
पृष्ठ 67
على أن للرحمن سرا يصونه
الى أهله في السر والسر أجمل
ولكن لسان الصب بالذكر مولع
فيظهر ما أخفاه لي هو أفضل
فمنهم
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وهو الذي آنزل الله تعالى فيه أنه ثاني اشنين اذ هما في الفار وهو صاحب رسول الله صلعم. قال له النبي بوما : أنت عشيق الله من النار فمن يوميذ سمي عتيقا. فانه أول من بدخل الجنة من آمته .
وقال فيه النبي صلعم : ما لأحد عندنا يد الا وقد كافيناه بها ما خلا آبا بكر فان له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة.
وما نفعني مال أحد قط كمال أبي بكر. ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت آبا بكر خليلا الا وان صاحبكم خليل الله . وفضايله كشيرة ولكن اختصرنا لكل اسم لمعة منها لأجل ذكرهم ووفياشهم ومن فضايله آته لما اشتد برسول الله صلعم مرضه الذي توفي فيه وحانت الصلاة فقال النبي: مروا أبا بكر فليصل بالناس . فقالت عايشة ابنة أبي بكر: ان أبا بكر رقيق القلب وانه متى يقم مقامك لا يكاد يسمع الناس من البكا . فلو أمرت عمر. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس . فعاودته. فقال: مروه فليصل، فاتكن صو احب بيوسف. فكان أبو بكر يصلي في مدة مرض رسول الله صلعم . فلما كان يوم الاشنين وهم صفوف فكشف النبي صلعم الستر
पृष्ठ 69
فنظر الى الناس وهو قايم. ثم تبسم فكدنا نفلق من الفرح برؤية رسول الله. ونكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف وظن أن الشبي صلعم * خرج الى الصلاة فأشار النبي الينا أن أتموا صلاتكم وأرخى ب الست. فتوفي في يومه صلعم. ولما تولى أبو بكر الخلافة بعد رسول الله صلعم قال: ليتم بعث أسامة. فقالت الأنصار لعمر.
ايت آبا بكر فبلفه عنا آن يولي علينا رجلا أقدم سنا من أسامة. فأتاه فذكر له ما قالت الأنصار. فقال أبو بكر: والله.
الو اتخطفني الكلاب لم أردد قضاء قض به رسول الله صلعم. يابن الخطاب ، استعمله رسول الله وتأمرني أن أنزعه . ثم قال لأسامة : سر على بركة الله واصنع ما آمرك به رسول الله صلعم. فسار وبث الخيل في قبايل قضاعة وأغار على المو اشي والابل فغنم وسلم.
وكان فراغه وعوده في نحو آربعين يوما سوى مقامه . فتوقي سنة ثلثة عشر من الهجرة ،،
منهم
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال عمر: وافقت ربي في ثلث، قلت للنبي صلعم : لو اتخذت من مقام ابر اهيم مصلى. فنزل قوله : واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. وقلت : يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أزو اجك آن يحتجبن. فنزلت آية الحجاب واجتمعن نساء النبي صلعم يتفايدن بين يديه. فقلت لهن: عسي ربه ان طلقكن آن پبدله
पृष्ठ 71
أزو اجا خيرا منكن فنزلت كذلك. وقال عمر يوما لأي بكر: يا خبر الناس بعد رسول الله صلعم. فقال) آبو بكر: أما اذ قلت ذلك فلقد سمعت رسول الله صلعم يقول: ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر. وقال فبه رسول الله صلعم: آبو بكر وعمر سيد كهول أهل الجتة من الأولين والآخرين الا النبيين والمرسلين. وقال رسول الله صلعم : اقتدوا باللذان من بعدي أبو بكر وعمر. ومكث عمر في خلافته زمانا لا يأكل من بيت المال شييا فاستشار أصحاب رسول الله صلعم فقال لهم : قد شفلت * نفسي [فى هذا الأمر فملا يصلح لي [منله. فقال عشمان بن عفان: كلال]منه وأطعم. فقال لعلي ابن أبي طالب : ما تقول [أ ]نت في ذلك؟ فقال: غد وعشاء . فأخد بذلك عمر. وطفن رضه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة،،
ومنهم
عثمان بن عفان رضى الله عنه
من فضايله آنه لما أراد الني صلعم تجهيز جيش العسرة نادى في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فخطب الناس وحض المسلمين على الجهاد في سبيل الله والنفقة . فقال عشمان: با رسول الله، على ماية بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله.
ثم حرص على الجهاد فقام عثمان فقال: يا رسول الله، على مايتا بعير بأحلاسها وأقتابها. فنزل رسول الله صلعم عن المشبر وهو
पृष्ठ 73
يقول: ما على عثمان ما صنع بعد اليوم. وعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عشمان الى النبي صلعم بالف دينار حين جهز جيش العسرة ونشرها في حجره . فجعل النبي صلعم يقلبها بيده ويقول: ما ضر عشمان ما صنع بعد البيوم قالها مرشين أو ثلشا. ولما ولي الخلافة كتب الى عماله : أما بعد، فان الله تعالى أمر الأيمة آن يكونوا رعاة لا يكونوا جباة . وان صدر هذه الأمة خلفوا رعاة ولم يخلفوا جباة. وليوشك أن تصير أيمتكم جباة ولا يكونوا رعاة. فاذا صاروا كذلك انقطع الحياء والآمانة والوفاء الا وان أعدل السنن أن ينظروا في أمور المسلمين وفيما عليهم فتعطوهم الذي لهم وتأخذوهم بما عليهم. ثم أعدوا الذي تلتاشون فاستفتحو عليهم بالوفاء. وكتب الى الجنود: أما بعد، فاتكم حماة المسلمين وذ ادشهم وقد وضع لكم عمر ما لم بفب عنا بل كان عن ملا منا . ولا يبلغني عن أحد منكم تفيير ولا شبديل فيغير الله بكم ويستبدل غيركم . فانظروا كيف نكونون فاني أنظر فيما ألزمني الله النظر فيه والقيام عليه والسللام. وقالتل سنة خمس وثلاشين من الهجرة ، ،
पृष्ठ 75
الباب الثاني من الذكر فى الصلوات
قال الله جل ذكره من سورة البقرة : فاذكروني آذكركم * واشكروا لى ولا تكفرون. يأيها الدين أمنوا [استعينوا بالصر والصلاة] ان الله مع الصابرين. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل آحياء [ولكن]لا تشعرون الى قوله : قالوا اشا لله واتا اليه راجعون.
أوليك [عليهم صللوات من رجهم ورحمة وأوليك هم المهتدون.
قوله . [فاذ اكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون قال ابن عباس وسعيد بن جبير: آذكروني بطاعتي آذكركم بمففرتي. وشهد بصحة ذلك ما روي عن ابن عمر أن رسول الله صلعم قال: من أطاع الله فقد ذكر الله وان قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عص الله فقد نسى الله و ان كشرت صلاته وصيامه وشلاوته القرآن.
وكن عبد الله بن سلام آن موس عم قال عند مناجاته : با رب ، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ قال: يا موسى، لا يزال لسانك رطبا من ذكري. قوله : بايها الذين آمنوا استعينوا بالصر والصلاة قال مقاتل: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على اد الفر ايض والصلاة الخمس في مواقيتها على تمحيص الذنوب ان الله مع الصابرين قال الزجاج: تأويله : يظهر دينهم على ساير الآديان لان من كان الله معه فهو الغالب. قوله . ولا تقولوا لمن يقتل
पृष्ठ 77
فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون. كان الناس بقولون المن قتلوا بعد وقعة أحد: مات فلان وذهب عنه نعيم الدني ولدشها فأنزل الله هذه الآية وقال: بل احياء. ذكر المفسرون ف حياة الشهيد في سبيل الله آن الني صلعم قال: ان ارواح الشهد في أجواف طير خضر تسرح في ثمار الجنة وتشرب من آنهارها وتأوي الى قناديل من نور معلقة بالعرش ولكن لا تشعرون ما هم فيه من الكرامة. قوله : ولشبلونتكم بشىء من الخوف والجوع قال ابن عباس: الخوف بعني من العدو و الجوع القحط ونقص من الأموال بعني الخسر ان والنقصان * من الذهب والفقة والموااشي والأنفس بعنى بالموت والقتل والمرض والسيف * والشمرات يعني الجو ايح لأن لا يخرج الشمرة كما كانت شخرج وبشر الصابرين يدل على أن من صر على هذه المصايب وعد الشواب من الله تعالى فقال: وبشر الصابرين. قوله : الدين اذا آصابتهم مصيبة نعت الذين اذا آصابتهم يعني بلغتهم بلية قالوا انا لله أى نحن وأمو النا لله يصنع بنا ما يشاء وانا اليه راجعلون اقرار لله تعالى بأنه برجع البيه عند الموت. وعن عايشة أن رسول الله صلعم قال: ما من مصيبة يصاب بها المؤمن الا كقر الله بها عنه حضى الشوكة يشاكها.
وقال صلعم : من أصيب بمصيبة فيذكر مصيبته بي فاتها من أعظم المصايب. وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلعم : ما اصاب عبد
पृष्ठ 79