मत्न जिहालत
كتاب متن الجهالات في علم التوحيد
शैलियों
فقل : إن معنى ذلك كله العلم، وهو تبارك وتعالى عالم بنفسه ودلنا على صفاته، وإنما أصاب الخلق كله المعرفة به من قبله [والحمد لله رب العالمين] (¬1) .
¬__________
(¬1) -+ من الشرح، ص397. فأما سؤاله : هل يقال : الله يسمع نفسه ويبصرها؟ فقد أجاب صاحب الكتاب بأن المعنى في ذلك على معنى العلم. وقد قال بعض المتكلمين: بأن يسمع، لا يجوز إلا على الأصوات ، وكذلك يبصر عندهم ،لا يجوز إلا على الألوان والذي نقول هو أن معنى يسمع في صفة الله - عز وجل - معناه معنى يعلم، وكذلك يبصر في صفته - عز وجل - على معنى العلم. فعلى هذا الجواب أنه قد يقال له - عز وجل - : يسمع كل شيء ويبصر كل شيء ، وليس كذلك في صفته - عز وجل - مثل ما هو في صفة غيره من المخلوقين لأن السميع من الخلق،إنما هو للأصوات خاصة فقط . وكذلك البصير في صفة الخلق للألوان دون سائر الأشياء .قال الله - عز وجل - (( بصير بما تعملون )) (الحجرات:49) والأعمال ليست بألوان . وأما قوله: ( وإنما أصاب الخلق كله المعرفة به من قبله) يريد بذلك أن الله - عز وجل - أرسل رسله، وأنزل كتبه، ودلهم على صفته ، ونبههم إلى معرفته، ودعاهم إلى عبادته، فهو معنى قول صاحب الكتاب : إنما أصاب الخلق كله المعرفة به من قبله، أي بإرساله تعالى الرسل إلى خلقه لإرشادهم وقطع الحجة عليهم في الآخرة . أما المعتزلة ومن قال بقولهم من أهل الفكر أن المعرفة لله - عز وجل - بالفكر ومشاهدة الخلق ، وليس المعرفة بالله - عز وجل - عندهم من قبل الرسل ولا من قبل الكتاب . وقال المسلمون ومن وافقهم: إن المعرفة بالله - عز وجل - والحجة في ذلك بالرسل والكتب، لأنهم جميعا على اختلافهم مجمعون على أن الله - عز وجل - دعا عباده إلى طاعته بغاية الاستدعاء ، وبين لهم بغاية البيان..وأي بيان أبين من الرسل وهم سفراء فيما بينه وبين خلقه ، ولا يكون - عز وجل - أن يدع الأمر ، هو أدعى إلى معرفته وأرشد إلى عبادته وطاعته فيدعه غلى غير ذلك من الذي قال به أهل الفكر من المعتزلة . قال تعالى :(( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) (الإسراء:15) وقال : (( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا )) (طه:134) الآية ..الخ .
पृष्ठ 95