मतलच बुदूर
مطلع البدور ومجمع البحور
शैलियों
بمعان لو كن في سالف الدهر ... لسكت مسامع (السكاكي) وبالجملة فينبغي لي قبض عنان القلم، فإني لا أجد عبارة لوصفه فهو أشهر من نار على علم، ربي أيده الله في(1) مهاد الهدى، ورضع من أخلاف أخلاق الأئمة الذين بهم يهتدى، اتصل بالإمام المجدد المنصور، علم الهداية الظاهر المشهور، الإمام القاسم بن محمد بن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله (وسلم)(2)، المنعوت في الملاحم المذكورة، وغصن شبابه رطيب، وبرد كماله قشيب، فبسق غصنه ودوح، وسبق جواده القرح، وكتب للإمام في الإنشاء، وأحسن فيه ما شاء، وكان الإمام يؤثره على الكفاة بكتب الوزير والباشا، ثم لما أفل ذلك البدر استهل الناس الهلال، فاجتمع الفضلاء للخوض في الجامع لخصال الكمال، فاجتمعت الكلمة من الكملة، أن جملة الشروط في المؤيد بالله من غير استثناء، متصلة(3) غير منفصلة، فحث القاضي - أيده الله - (في عقد الإمامة)(4) وأوضع، وسعى إلى أن أجمع فريق العلماء على ذلك أجمع، فعقدت الولاية المسعودة، ونصبت أعمدة أفياء ظلالها الممدودة، ثم وازر وظاهر، وجاهد وناصر، بعزمات تعد عندها العزمات /221/ زمعات(5)، وسطوات أصبحت لها جميع الأعداء جموع تكسير منهزمات، فكم نشرت برأيه من رايات، وقامت(6) للحق بسعيه من علامات وآيات، بهمة من فوق الفلك، وفكرة من تحت الدرك، وكم حظ الناس على حظوظهم من المناصرة، وكم أطال في شحذ الهمم القاصرة، وفي خطابه وخطبه ومنظومه وكتبه كقصيدته إلى بعض الأمراء.
पृष्ठ 213