मतलच बुदूर
مطلع البدور ومجمع البحور
शैलियों
وداويت لابن العم داء وجدته ... على الخطب ينمو خطبه ويزيد
فأدنيت من أمواج بحرك لجة ... أصول بها فيهم معا فأبيد
وحف بسرحي العرب والعجم واغتدى ... بعزك ركني اليوم وهو شديد
كذا يستعين الحر بالحر واثقا ... برب له كل الملوك عبيد
بمن بشر المظلوم في كلماته ... بنصر له أهل السماء جنود
إذا أمطرت منا ومنك سحابة ... لها الدم قطر والصليل رعود
تولت أسود الغاب وهي فرائس ... وظلت جبال الأرض وهي تميد
ولما اشتهرت هذه القصيدة وما تضمنته من الرموز والكنايات أجاب عنها الفقيه الأجل العالم أحمد بن أسعد اليمني المذكور، فقال:
منازل فيها (1) قائم وحصيد ... قفار بها عوذ الوحوش هجود
وآثارهم بين العيينة والحما ... عليهن من نسج العقاب برود
ولم يبق ما بين الصعيد وصعدة ... أنيس من الحي الذين تريد
ينوح عليها المترفون فوجدهم ... إذا ذكروا تلك العهود جديد
ويبغون في الدنيا خلودا وجنة ... وليس لحي في الحياة خلود
يودون من فرط الصبابة والأسى ... لو ان الليالي الخاليات تعود
قضى الله أن تفنى الديار وأهلها ... ورد الذي يفني القضاء بعيد
تبدل شمس الدين بعد يقينه ... من الريب مالا يرتضيه مجيد
ولما دعا داع إلى الحق صادق ... سرت فيه أضغان له وحقود
ووالى عليه الكافرين ولم يزل ... لكل إمام كائد وحسود
/89/
وفي صونه(2) ما زال يعمل كيده ... ومن كايد الرحمن فهو مكيد
فأهلك أخيار الورى وهداتهم ... كما فعلت بالأنبياء يهود
وكم نالت الأحياء منهم فبعضهم ... قتيل وبعض في البلاد طريد
وشاد مع الكفار مهدوم دينهم ... وهدم ما كان الهداة تشيد ومالت(1) به الأهوا شمالا وإنها ... لعار عليه والذوائب سود
पृष्ठ 168