मतलच बुदूर
مطلع البدور ومجمع البحور
शैलियों
ولنعد إلى تمام الترجمة الشريفة للقاضي العلامة صارم الدين، قال ولده: من كراماته أنه حفظ القرآن غيبا في شهر في سن الكهولة، كان يسمع له أخوه أحمد كل يوم جزءا، فلما ختم أضاف الأصحاب فقال له والده: ما هذه الضيافة يا إبراهيم؟ فقال: قل للوالد يا أخي أحمد، فقال: ختم أخي غيب القرآن فبكى - قدس الله روحه - من السرور.
يا عين صار الدمع عندك عادة ... تبكين في فرحي وفي أحزاني
هذا وابتلي قدس الله روحه في آخر مدة بولاية القضاء بمدينة صنعاء في أواخر خلافة مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله وأوائل خلافة مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم - عادت بركاتهم - واستمر عليها إلى وفاته قدر عشر سنين، فأول دخوله في ذلك أصابه من الاهتمام والاغتمام، ما حرمه الهجوع ونفى عنه المنام، /78/ وترك لأجله أياما وليالي الشراب والطعام، وكان إذا دخل المنزل لا يغلق بابه لاشتداد الغم، وحين علم الله حسن نيته وصلاح طويته أفرغ عليه الصبر، وشرح منه الصدر، ويسر له الأمر، فنهض بذلك العناء نهوضا أنبأ عن علم غزير، وورع كثير، وكمال كبير(1).
पृष्ठ 144