اسأل الظالم المصلي من ذا
قد أحل الصلاة للظلام
أول الطهر للصلاة اغتسال
يرحض النفس من حقوق الأنام
ولا أريد أن أنقل الديوان كله أو معظمه، كما أسلفت، في معرض الشواهد التي تبدي هذه النظرة في مختلف المنظورات، فسيراها القارئ غير معتمد على الشواهد، وسنزيد عليها فيما يلي شواهد أخرى في سياق غير هذا السياق.
يقول القارئ: عجب! أصوفي وسياسي؟ إن الدكتور عبد الوهاب عزام - كما يعلم القراء - سفير مصر الموفق عند دولة الباكستان، وهو من ثم في زمرة أهل السياسة الذين مثلوا لأبناء عصرنا في مثال يقول القائل منهم ما يشاء، إلا أنه مثال الصوفية والمتطهرين.
وإنني لأرحب بهذه المناسبة لأنها أصلح المناسبات لتجلية النفس الإنسانية وتصحيح الموازين الأدبية والفكرية في معرض من أهم معارض البحث الحديث، وهو البحث في حدود الملكات ومصادر الأعمال والنيات، وهنا موضع الشواهد التي قلنا قبل سطور إنها تدل على السليقة لأنها تأتي - على قصد وعلى غير قصد - في نسق واحد حين ينظر الشاعر إلى جميع المنظورات، وسنورد فيما يلي بعض الشواهد على السليقة التي تربط بين التصوف وبين السياسة في أشرف معانيها، وإنها لأقرب شيء في هذه المعاني إلى مثال الصوفية والمتطهرين.
لا عجب في أن يجمع شاعر المثاني بين السليقة الصوفية وملكة السياسة؛ لأنه يدين بالصوفية التي دعته إلى الإعجاب بشعر إقبال، وما كان إقبال من متصوفة «الفناء» الذين يقولون «لا» حين يواجهون العالم أو يواجهون الوجود من ظاهره إلى خافيه، ولكنه كان من متصوفة «الثبوت» الذين يقولون «نعم نعم» لكل مظهر من مظاهر الحياة أو الوجود.
تصوف لا يهرب من غمرة الحياة؛ لأنه:
إنما يعرف التصوف في السو
अज्ञात पृष्ठ