وإليك البيان: (أ) الرباعي في الفارسية
عرف وزن الرباعي منذ عرف الشعر الفارسي الحديث، منذ أواخر القرن الثالث الهجري. ويقول شمس الدين محمد بن قيس الرازي مؤلف كتاب المعجم في معايير أشعار العجم - وهو أوسع وأقدم ما كتب في هذا الموضوع بالفارسية:
1
إن أحد متقدمي شعراء العجم - وأحسبه الرودكي
2 - أخرج من بحر الهزج وزنا مقبولا تميل إليه الطباع السليمة فسمي الرباعي.
ثم يروي المؤلف قصة اختراع هذا الضرب من الوزن فيقول إن الشاعر الذي اخترعه كان يجول في متنزهات مدينة غزنة في يوم عيد فرأى جمعا من الصبيان يلعبون بالجوز. وبينهم صبي مليح فصيح اتجهت إليه عيون النظارة، فرمى الصبي جوزة فلم تصب الحفرة وجاوزتها ثم رجعت تتدحرج حتى وقعت فيها فصاح الصبي:
غلتان غلتان همى رود تابن كو (تتدحرج تتدحرج ذاهبة إلى قعر الحفرة).
فأعجب الشاعر بهذه الجملة في هذا الصوت، وأدرك فيها وزنا جميلا فقاسه على أوزان العروض حتى أخرجه من بحر الهزج، وضم إليه شطرا على قافيته وبيتا على وزنه، فصارت الشطرات الأولى والثانية والرابعة متفقة في القافية، والثالثة مطلقة.
ثم يصف المؤلف شيوع هذا الوزن وفروعه، وافتتان الناس به إلى أن يقول:
وجرت العادة أن يسمى ما نظم بالعربية من هذا الوزن «قولا» وما نظم بالفارسية غزلا، وأهل العلم يسمون ملحونات
अज्ञात पृष्ठ