من كتاب (الشِّفا) (١) أنه وردت آثارٌ تدل على معرفته ﵇ حروف الخط وحسن تصويرها، كقوله لمعاوية ﵁ (٢) أيام كتابته الوحى: "ألْقِ الدواةَ، وحَرِّفِ القَلَمَ، وفَرّق السّينَ، ولا تُعَوِّر الميم" (٣) إِلى غير ذلك. كما في رواية أخرى أنه قال له: "إِذا كتبتَ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فبيّنِ السّين"، يعني: أوضحها وأظهر سننها، فهذا هو المراد من تفريقها كما فى (الشهاب) على (الشفا) و(شرح المنَاوى الكبير) على (الجامع الصغير) (٤).
_________
= سبتة سنة ٤٧٦ هـ، وولى قضاءها ثم قضاء قرطبة، وتوفى بمراكش مسمومًا سنة ٥٤٤ هـ قيل: سمَّه يهودى. من تصانيفه: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" و"ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرفة أعلام مذهب الإِمام مالك"، "شرح صحيح مسلم"، وغيرها (من مصادر ترجمته: بغية الملتمس ص ٤٣٧، قضاة الأندلس ص ١٠١، وفيات الأعيان جـ١ ص ٣٩٢).
(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى جـ١ ص ٧٠٢ وقد نقل عنه القسطلانى في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية جـ١ ص ١٢٩.
(٢) سبق التعريف به ص ٥٨.
(٣) حاشية الشهاب الخفاجى على الشفا المسماة نسيم الرياض جـ٣ ص ٢٣٦ - ٢٣٧ وهو ضعيف، أخرجه الديلمى في مسنده (فردوس الأخبار ٥/ ٣٩٤ - رقم ٨٥٣٣) من حديث معاوية ﵁.
(٤) فيض القدير شرح الجامع الصغير جـ١ ص ٤٣٣ (ط دار إِحياء السنة النبوية للطباعة والنشر والتوزيع). والجامع الصغير للسيوطى وشرحه للمُناوى، ويعرف بالشرح الكبير.
-والرواية المذكورة حكم عليها الشيخ محمَّد ناصر الدين الألبانى بالضعف (راجع ضعيف الجامع الصغير وزياداته (رقم ٧٧٥) جـ١ ص ٢٢٩ - ط المكتب الإِسلامى- الطبعة الثانية ١٣٩٩ هـ، ١٩٧٩م)، وانظر أيضًا السلسلة الضعيفة للألبانى رقم ١٧٣٧.
والمناوى صاحب فيض القدير هو: محمَّد عبد الرءوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادى، ثم المناوى القاهرى، زين الدين من كبار العلماء بالحديث والفقه. انزوى للبحث والتصنيف. وكان قليل الطعام كثير السهر له نحو ثمانين مصنفًا، منها الكبير والصغير والتام والناقص. مولده سنة ٩٥٢ هـ، ووفاته سنة ١٠٣١. ومن تصانيفه -غير فيض القدير- "شرح الشمائل" للترمذى، و"شرح التحرير" في فروع الفقه الشافعى، و"التراجم الدرية في تراجم السادة الصوفية" (راجع خلاصة الأثر جـ٢ ص ٤١٢ - ٤١٦، البدر الطالع جـ١ ص ٣٥٧ خطط مبارك جـ١٦ ص ٥٠، فهرس الفهارس للكتانى جـ٢ ص ٢، الأعلام جـ٦ ص ٢٠٤).
1 / 63