هى خط أهل اليمن قومِ هود، وهم عَادٌ الأُولى، وهي عاد إِرَم، وكانت كتابتهم تسمى "الُمسْنَد الحِمْيَرِى" (١)، وكانت حروفُها كلُّها منفصلة، وكانوا يمنعون العامة من تَعلُّمها، فلا يتعاطاها أحد إِلا بإذْنهم، حتى جاءت دولة الإسلام وليس بجميع اليمن من يكتب ويقرأ" اهـ (٢).
وقال المقريزى (٣) في (الخِطَط) آخر الصفحة [١٤٨]: "القلم المُسْنَد هو القلم الأول من أقلام حِمْيَر وملوك عَاد" اهـ (٤). فتأمل قوله: "القلم الأول".
هذا، وليس في غير الحروف العربية فقط إِلا ما نَدُر، بخلاف العربية، فإِن الأكثر منها منقوط، فلهذا سُمّيت "بحروف المعجم" أي المنقوط، تغليبًا للأكثر، هكذا قالوا.
_________
(١) في (لسان العرب - سند): "المسند: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أيام مُلكهم فيما بينهم. قال أبو حاتم: هو في أيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد الملك أن حَجَرًا وَجد عليه كتاب بالمسند قال: هي كتابة قديمة. وقيل: هو خط حمير. قال أبو العباس: المسند كلام أولاد شيث" اهـ.
(٢) هذه تتمة كلام ابن خلكان من وفيات الأعيان جـ٣ ص ٣٤٢.
(٣) أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني، تقي الدين المقريزى، مؤرخ الديار المصرية، أصله من بعلبك، ونسبته إِلى حارة المقارزة (من حارات بعلبك في أيامه)، ولد سنة ٧٦٦ هـ بالقاهرة، وفيها نشأ، وولي الحسبة والخطابة والإمامة مرات، وقد تفقه على مذهب أبي حنيفة ﵀ اتصل بالملك الظاهر برقرق، ودخل دمشق مع ولده الناصر سنة ٨١٠هـ وعرض عليه قضاؤها فأبى. مات في القاهرة سنة ٨٤٥ هـ قال السخاوى: "قرأت بخطه أن تصانيفه زادت على مائتى مجلد كبار ومن تآليفه: "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" ويعرف بخطط المقريزي. و"إِمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع" في تسع مجلدات. و"اتعاظ الحنفاء في أخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء" وغيرها (من مصادر ترجمته: الضوء اللامع للسخاوي جـ٢ ص ٢١، البدر الطالع للشوكاني جـ١ ص ٧٩ - ٨١، شذرات الذهب جـ٧ ص ٢٥٥، خطط مبارك جـ٩ ص ٦٩، الأعلام جـ١ ص ١٧٧ - ١٧٨.
(٤) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار جـ١ ص ١٤٨ (طبع مكتبة الثقافة الدينية - الطبعة الثانية ١٩٨٧م).
1 / 45