القرن الأول: سليم بن عنبر النجيبى أول من قضى بمصر، وقد ولاه معاوية القضاء سنة ٤٠ هـ، وهو أول من أسجل بمصر سجلات فى المواريث. مات بدمياط سنة ٧٥ هـ (١).
المرحلة الثالثة (٢):
مرحلة تدوين الفقه أو ما يطلق عليها مرحلة "عصر المذاهب الفقهية" أو "عصر الاجتهاد المطلق".
وفى هذه المرحلة ظهرت مذاهب كثيرة، بعضها كتب له النجاح واشتهر، والبعض الآخر لم يكتب له الذيوع والانتشار.
أما التى كتب لها النجاح والشيوع فهى: الحنفى، والمالكى، والشافعى، والحنبلى، والشيعى (٣) (الزيدى والإمامى)، والظاهرى.
_________
(١) انظر السيوطى: حسن المحاضرة ١/ ١٢٩، جمال الشيال: تاريخ مصر الإسلامية ١/ ١٢٠.
(٢) وتبدأ فى أوائل القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى) وتستمر حتى منتصف القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى).
وانظر: تاريخ الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى: ٢٢١.
(٣) الشيعة: فى اللغة شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره، والفرقة على حدة، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليًا وأهل بيته حتى صار اسمًا لهم خاصّا، والجمع أشياع وشيع. كأعناب وعنب وكانت هذه اللفظة تطلق على من شايع عليًا قبل موت النبى ﷺ وبعد مقتل عثمان وقيام معاوية وأتباعه فى وجه على. صار أتباع على يعرفون بالعلوية مع بقاء إطلاق اسم الشيعة عليهم، واستمر ذلك مدة بنى أمية، أما أتباع معاوية فتمد عرفوا بالعثمانية.
وفى دولة بنى العباس نسخ اسم العلوية والعثمانية وصار فى المسلمين اسم الشيعة إلى اليوم، والإمامية: هم القائلون بوجوب الإمامة والعصمة، ووجوب النص، ولقبوا بهذا اللقب لأنهم يرون الإمامة لعلى وأولاده، ويعتقدون أنه لا بد للناس من الإمام، وينتظرون إمامًا سيخرج فى آخر الزمان يملأ الأرض عدلًا، كما ملئت جورًا. وهم فرق كثيرة.
أما الزيدية. فهم القائلون بإمامة زيد بن على بن الحسين -رضى اللَّه عنه- وكل من خرج بالسيف من ولد على وفاطمة وكان عالمًا شجاعًا.
والموجود اليوم من فرق الشيعة: الإمامية الاثنا عشرية، وهم الأكثر عددًا، والزيدية، والإسماعيلية. وانظر العاملى، (أعيان الشيعة) ص ١٥ وما بعدها.
1 / 29