إن يكن للصباح فضلٌ على الليل ... بتنويره دجى الأحلاكِ
فله في تفرقِ الشملِ فعلٌ ... لم تسَعْه دوائرُ الأفلاكِ
ثم نهضت إلى صلاة الصبح، مؤملًا من الله تعالى الصلاح والنُّجْح، ثم لمّا ابتسم وجه الصباح وسفر، شددت عليّ باكيًا أهبّة السفر:
عَجَبًَا لِقَلْبي يومَ راعتني النَّوَى ... ودنا التفرق كيفَ لَمْ يَتَفَطَّرِ
ثم طافت بي الأحباب للوداع، وتعين العزم على الإزماع، فودّعت الوالدة والأولاد وسائر الأهل، وتجرّعت من ذلك ما ليس بالعذب ولا بالسهل، فما منهم إلاّ من لزمني وانتحب، فما أحقَّ المتلازمين منّا بقول بعض العرب:
بَاتا بأنْعَمِ ليلةٍ حتى بَدا ... صُبْحٌ تلوّح كالأغرِّ الأشقَرِ
فتلازَما عندَ الفرَاقِ صبَابةً ... أخْذَ الغَريمِ بِفَضْلِ ثوب المُعْسِرِ
1 / 28