269

أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو رفقت (1)بصوتك قليلا فقال لي:

ويحك يا أفلح ولم لا أبكي، لعل الله أن ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غدا.

ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموعه، وكان إذا ضحك قال:

اللهم لا تمقتني.

وقال عبد الله بن عطا: ما رأيت العلماء عند احد اصغر علما منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده متعلم.

وروى عنه ولده جعفر ((عليهما السلام)) قال: كان أبي يقول في جوف الليل في تضرعه: امرتني فلم آتمر، ونهيتني فلم أنزجر فها أنا عبدك بين يديك ولا أعتذر.

وقال جعفر: فقد أبى بغلة له فقال: لئن ردها الله (تعالى) لأحمدنه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها فركبها، فلما استوى عليها وضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال: الحمد لله فلم يزد.

ثم قال: ما تركت ولا بقيت شيئا، جعلت كل أنواع المحامد لله (عز وجل)، فما من حمد إلا هو داخل فيما قلت.

ونقل عنه ((عليه السلام)) أنه قال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج، وما من شيء احب إلى الله (عز وجل) من أن يسأل وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه وأن يأمر الناس بما لا يفعله، ولا ينهى الناس عما لا يستطيع التحول عنه وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

पृष्ठ 280