155

ضربة أطار بها قحف رأسه، فسقط حريث قتيلا وعلم معاوية بذلك فاغتم على حريث غما شديدا ثم قال لعمرو: أنت قتلت حريثا فإنك غررته.

ومنها في بعض مصافاتها خرج العباس بن ربيعة بن الحرث الهاشمي فأبلى وخرج إليه من أصحاب معاوية فارس معروف يقال له عزاز بن أدهم فقال: يا عباس هل لك في البراز؟ فقال له العباس: هل لك في النزول فإنه آيس من القفول فقال: نعم، فرمى بنفسه عن فرسه وسلم فرسه إلى غلام له فأخذه ورمى عزاز بن أدهم بنفسه عن فرسه ثم تلاقيا وكف أهل الجيشين أعنة خيولهم ينظرون إلى الرجلين، ثم تضاربا بسيفيهما فما قدر أحدهما على صاحبه لكمال لأمته، وعلي ((عليه السلام)) يراهما ونظر العباس إلى وهن في درع الشامي فضربه العباس على ذلك فقده باثنين فكبر جيش علي ((عليه السلام)) وجيش معاوية ثم عطف العباس فركب فرسه فقال معاوية لأصحابه: من خرج منكم إلى هذا فقتله فله عندي من المال كذا وكذا، فوثب رجلان من بني لخم من اليمن فقالا: نحن نخرج إليه فقال: أخرجا فأيكما سبق إلى قتله فله من المال ما بذلت له وللآخر مثل ذلك، فخرجا جميعا ووقفا في مقر المبارزة ثم صاحا بالعباس ودعواه فقال: استأذن صاحبي وأبرز إليكما وجاء إلى علي ليستأذنه فقال له علي ((عليه السلام)): ادن مني فلما دنا منه أخذ سلاحه وأخذ فرسه وخلع على لباسه ولبس سلاح العباس وما كان عليه وركب فرس العباس وخرج إلى بين الصفين كأنه العباس فقال له اللخميان: استأذنت فاذن لك مولاك فتحرج علي من الكذب فقرأ: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير فتقدم إليه أحد الرجلين فالتقيا بضربتين فضربه علي على مراق بطنه فقطعه باثنتين، فظن الناس بأنه أخطأه فلما تحرك الفرس سقط الرجل قطعتين وعاد فرسه وصار إلى عسكر علي ((عليه السلام)) فتقدم الآخر فضربه علي فألحقه بصاحبه.

पृष्ठ 164