मातालिब उल सौल
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
शैलियों
صفين وفيها بينة ظاهرة وحجة بالغة.
ومنها في بعض أيامها وقد تقاتل الجيشان وعمرو بن العاص في جيش أهل الشام فتبعه عمرو مرتجزا:
يا قادة الكوفة من أهل الفتن
اضربكم ولا أرى أبا الحسن
فرجع ((عليه السلام)) وهو يقول:
أبو حسين فاعلمن والحسن
جاءك يقتاد العنان والرسن
فعرفه عمرو فولى راكضا فلحقه علي فطعنه طعنة وقع الرمح في فضول درعه فسقط إلى الأرض، وخشي أن يقتله علي فرفع رجليه فبدت سوأته فصرف علي وجهه وانصرف إلى عسكره.
وأقبل عمرو إلى معاوية فجعل معاوية يضحك من عمرو فقال له عمرو: مم تضحك والله لو بدا لعلي من صفحتك ما بدا له من صفحتي إذا لأوجع قذالك وأيتم عيالك وأنهب مالك، فقال له معاوية: لو كنت تحتمل مزاحا مازحتك، فقال عمرو: ما أحملني للمزاح ولكن إن كان رجلا لقي رجلا فصد عنه ولم يقتله أقطرت السماء دما؟ فقال معاوية: لا ولكنها تعقب فضيحة الأبد وجبنا، أما والله لو عرفته ما أقدمت عليه.
وكان من فرسان معاوية فارس مشهور مشهود له بالشجاعة يقال له بسر بن ارطاة، فلما سمع أن عليا ((عليه السلام)) يطلب مبارزة معاوية ومعاوية يتمنع ولا يعرض نفسه لها قال: قد عزمت على مبارزة علي ((عليه السلام)) فلعلي اقتله فاذهب بشهرته في العرب إلى آخر الدهر وشاور غلاما له يقال له لاحق فقال له لاحق: إن كنت واثقا من نفسك فافعل وإلا فلا تبرز إليه فإنه والله الشجاع المطرق:
فانت له يا بسم إن كنت مثله
وإلا فإن الليث للضبع آكل
متى تلقاه فالموت في رأس رمحه
وفي سيفه شغل لنفسك شاغل
فقال بسر: ويحك هل هو إلا الموت ولا بد من لقاء الله على كل
पृष्ठ 162