109

إلي من ماله دينارا واحدا واسألك انصافي وإيصال حقي إلي، فقال لها ((عليه السلام)): خلف أخوك بنتين، فقالت: نعم قال: لهما الثلثان أربع مائة، وخلف أما قالت: نعم قال: لها السدس مائة، وخلف زوجة قالت: نعم قال: لها الثمن خمس وسبعون وخلف معك اثنا عشر أخا قالت: نعم قال: لكل أخ ديناران ولك دينار فقد أخذت حقك فانصرفي.

ثم ركب لوقته فسميت هذه المسألة بالدينارية باعتبار ذلك.

ومنه المسألة المعروفة بالمنبرية وشرحها أنه ((عليه السلام)) كان على منبر الكوفة، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ان ابنتي قد مات زوجها ولها من تركته الثمن وقد أعطوها التسع، فأسألك الانصاف منهم فقال: خلف صهرك بنتين؟ قال: نعم قال: وأبواه باقيان قال: نعم قال: صار ثمنها تسعا فلا تطلب سواه إرثا. ثم مضى في خطبته وفي استحضار هذا الجواب وتجريع السائل به صاب الصواب ما يعقل عقول أولي الألباب ويسجل ممن أتاه الله الحكم وفصل الخطاب.

وأما قسم الأحكام والعلوم المتعلقة بالأحياء على اختلاف أنواعها فيكفي في تضلعه منها وتبحره فيها ما نقل عنه ((عليه السلام)) أنه قال:

علمني رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ألف باب من العلم فانفتح لي من كل باب ألف باب. فالعلوم مع كثرة أسبابها واختلاف مطالب أربابها لا يعد تزايد أبوابها ولا يحد تباعد شعابها، وهذه عشرة من قواعدها الشاملة تفاريع أنواعها ومجاميع أوضاعها، يتفجر من كل قاعدة منها ينابيع علم قدره واف وافر وتفاريع فضل قطره هام هامر.

فأولها: علم تفسير القرآن الكريم وقد استفاض بين الأمة أن رئيس أئمة التفسير وقدوتهم والمقدم عليهم والمشار إليه فيه، عبد الله بن عباس (رض) وهو كان تلميذا لعلي ((عليه السلام)) ومقتديا به وآخذا عنه ومستفيدا منه.

पृष्ठ 118