मातालिब उल सौल
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
शैलियों
سامعها طربا لحسن ترتيبها وتوضح لمن يعيها عجبا من تهذيب تقريبها فأقول:
قد قضت العقول في أساليب سدادها وأنفدت حكم قضائها في طرق اجتهادها بأن النفس البشرية في اعتياد مجراها وجاري اعتيادها لا تحصل من أنواع العلوم [والمراتب] والفضائل على مرامها ومرادها، إلا عند امدادها من الأقدار الربانية بشروطها [وموادها]، فإذا فتحت بها أبواب المواد ومنحت بالقابلية والاستعداد، وجدحت بها من الفاعلية أمشاج الإرشاد أدركت صور العلوم والفضائل إدراك العيان، وثبتت لها صفة الاتصاف بها بدليل وبرهان، وقد أشار بعض الفضلاء إلى هذه الحال فقال:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عن مجموعها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وإرشاد استاذ وطول زمان
فإن ظفرت كفاك منها بهذه
فقد نلت في العلياء أشرف شأن
وهذه الشروط والمواد بأسرها كانت حاصلة لعلي ((عليه السلام)) فإنه كان في غاية الذكاء والفطنة والقابلية والاستعداد من أصل الخلقة حريصا على متابعة النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) والتعلم منه.
وكان رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أكمل العالم علما وأعلاهم في المعارف والفضائل محلا، وكان شديد الحرص على تربية علي ((عليه السلام))، والإشفاق عليه في تعليمه وإرشاده إلى اكتساب الفضائل، وكان في حجره من صغره على ما تقدم ذكره وشرحه في الفصل الأول ملازما له حتى كبر، وفي كبره زوجه ابنته فصار صهره وكان يدخل عليه في كل الأوقات، كانت تلك الشروط والمواد حاصلة له ومن المعلوم الذي لا يشك فيه ذوو الدراية أن التلميذ إذا كان في غاية الذكاء والحرص على التعلم، والأستاذ في غاية الفضل والمعرفة والحرص على التعليم، ورزق هذا التلميذ ملازمة هذا الاستاذ من صغره
पृष्ठ 110