ضحك جدي، وضحكنا معه على حركات مزيون. انطلقنا نحضن الكرنب، ونحصده برفق.
كانت تصدر أصوات من الأرض كأنها أغان، ورائحة الكرنب تفوح في المكان، كأنها رائحة الكالونيا.
روحك يا جواد في المكان، روحك يا جدتي ترفرف علينا.
توزعنا كجنود بين ممرات المزرعة، يقطف جدي الكرنبة، ويرميها باتجاه أمي، فتعطيها أمي لمزيون، ومزيون يعطيني إياها.
بدأت الكومة تكبر، وعشرات من رءوس الكرنب تتجمع. كان منظر ظلها جميلا، كأنها جبل عظيم.
هذه فرصة رائعة أن يمارس مزيون مهارته في لعبة كرة القدم، حين كان يلقي جدي عليه الكرنبة، فيقفز في الهواء كحارس مرمى، ويلتقطها ببراعة، ويبتسم الجميع.
كنا نتحرك بسرعة، كدنا أن نجهز على نصف المزرعة، فأشار جدي لنا بالتوقف، ونادى: «ماسة، كم عدد الكرنب في الكوم؟» قلت له: «ما يقارب خمسين رأسا.»
فرد: «هذه آخر كرنبة اليوم، لا بد أن يمر أسبوع ونجمع الباقي. مزيون سوف نختبر مهارتك في التقاط آخر حبة.»
ألقاها في الهواء ناحية مزيون، فقفز في الهواء، وحاول أن يلتقطها، ولكنه فشل؛ لأنها سريعة. لم تسقط على الأرض؛ فهناك شخص آخر التقطها، إنه أبي وعمي خلفه.
أبي وعمي، لو نعلم أننا سوف نراكم يوم الحصاد، لقدمنا الحصاد. جاء جدي يركض نحوهما، بعضنا ظل واقفا في مكانه، وبعضنا صار يركض ناحيتهما.
अज्ञात पृष्ठ