206

मसरा तसव्वुफ

مصرع التصوف وهو كتابان: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد

अन्वेषक

عبدالرحمن الوكيل

प्रकाशक

عباس أحمد الباز

प्रकाशक स्थान

مكة المكرمة

رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ [البقرة: ٨٧] وهؤلاء الذين اتسموا بسمة الاتحاد، وقد ألفهم الطغام١ من الأنام؛ لما غرروهم به من إظهار التصوف، ليأخذوهم من المأمن، وما دروا أن الصوفية أشد الناس تحذيرا منهم، وتنفيرا للعباد عنهم. الرأي في سلف الصوفية: فإن المحققين منهم والمحققين٢ بنوا طريقهم على الاقتداء بالكتاب والسنة٣، كما نقل القاضي عياض في أوائل القسم الثاني من الشفاء فيما يجب من حقوق المصطفى ﷺ عن الحسن٤ ﵀ أنه قال: "إن أقواما قالوا: يا رسول٥ الله، إنا نحب الله، فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١] وعنه أنه قال: "عمل قليل في سنة خير من عمل كثير من بدعة" وعن أبي عثمان الحيري٦ أنه قال: "من أمر على نفسه السنة قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة"، وقال سهل بن عبد الله التستري٧: "أصول مذهبنا ثلاثة: الاقتداء بالنبي ﷺ في الأخلاق والأفعال، والأكل من الحلال، وإخلاص النية في جميع

١ الأوغاد من الناس، مفردة طغامة، وهو يتطغم على الناس: يتجاهل عليهم "أساس البلاغة". ٢ كذا بالأصل: ولعل الثانية زائدة، أو لعلها: المتحققين. ٣ كتب الصوفية سلفهم وخلفهم تشهد عليهم بنقيض هذه الدعوى الكذوب وقد سبق بيان هذا. ٤ يعني: البصري. ولم يك صوفيا. ٥ في الأصل: برسول. وهي كما أثبتها في الشفاء. ٦ هو سعيد بن إسماعيل بن منصور. توفي سنة ٢٩٨هـ. ٧ توفي سنة ٢٧٣هـ.

2 / 209