كما أن كلمة "الحمى" تميز الظبي الذي أضيف إليها فتجعله أحسن الظباء لما توفره له من نعومة العيش وهناء البال، ويؤيد ذلك قولهم: "آمن من ظبي الحرم"(¬1)[71].
ويقف الشارح عند تعبير الشاعر: "بأبي أفديه.." فيرى أن استعمال الأب صان الكلام من الاستهجان الذي يلحق به من ذكر الأم، وقد كان عبد الملك بن مروان يستهجن ذكر النساء والطعام في مجالسه(¬2)[72].
وانتبه الإفراني كذلك إلى ما تفقده التعابير المجازية من قوة إيحائها نتيجة كثرة الاستعمال حين تتحول دلالة الكلمات من المجاز لتصبح "حقائق عرفية"، نجد ذلك عند تعليقه عن الصور البيانية في البيت الأول:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى
قلب صب حله عن مكنس
بقوله: "وهذه الألفاظ صارت عند الشعراء حقائق عرفية وإن كانت في الأصل مجازا"(¬3)[73].
पृष्ठ 38