والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو مدى تأثر الإفراني بمن سبقه من الشراح الذين قدموا لشروحهم بالتعريف بالشعراء، وعلى رأس هذه الشروح الغيث المسجم، في شرح لامية العجم ،لصلاح الدين الصفدي، الذي تعرض في مقدمة شرحه لأخبار الطغرائي. واعتنى المغوسي من المغاربة بترجمة الشنفرى موردا ما تيسر من أخباره، مشيرا إلى أهمية قصيدته، وذلك في مقدمة شرحه للامية العرب المسمى إتحاف ذوي الأرب بمقاصد لامية العرب. وليس لدينا ما يدل على استفادة الإفراني من هذا الشرح، أو إطلاعه عليه عند تأليف المسلك السهل، وإن كنا لا نستبعد ذلك.
ونرى أن مقدمات كل من الغيث المسجم للصفدي، وإتحاف ذوي الأرب للمغوسي، وشرح البردة للأليوري، وغيرها من الشروح التي تيسر لنا الاطلاع عليها، ليس فيها من التنوع والغنى والتوجه نحو تعليل شاعرية الشاعر أو تفوقه ما يجعلها في مستوى المسلك السهل. وإذا كانت الخطة التي اتبعها الصفدي في حديثه عن الطغرائي، ثم عن العروض والقافية، قريبة من خطة الإفراني، فهي مختصرة وغير هادفة إلى غاية معينة.
[ص28]
كما أن مقدمات أغلب الشروح قبل الإفراني وبعده، ولا سيما شروح البردة والهمزية، تميل إلى المبررات الغيبية في بيان فضل النص المشروح، فتنسب لصاحبه من الكرامات ما يضيق به المنطق والذوق. وهذا ما جعلني أبحث عن مصادر أخرى تأثر بها المؤلف واستفاد منها في الإطار العام التاريخي والفني لهذا النص.
पृष्ठ 30