ويدل على اهتمام الإفراني بهذا الموضوع أنه جرد كراسة في حكم الاقتباس في وقت مبكر من حياته ذكرها في المسلك السهل(¬6)[ 30]. كما تدل مناقشته لهذه القضية ولغيرها في المسلك السهل بروح متفتحة على ما يمكن أن يطبع موقفه من مرونة في هذه الكراسة. وهي مرونة تطبع موقف الإفراني في كتابه فتح المغيث بحكم اللحن في الحديث بطابعها، كما تطبع الاتجاه الذي ينتمي إليه هو وجميع الأدباء المتأثرين بأبي علي اليوسي، الميالين إلى التصوف؛ إذ يرون أن الحكم في ذلك لصفاء سريرة [ص19] الإنسان. ولهذا الموقف علاقة برواج ديوان ابن الفارض في هذا العصر، وهو من الدواوين القليلة التي ذكرها الإفراني ضمن مصادره في المسلك السهل إلى جانب كتب الأدب واللغة(¬1)[31].
ولا يبعد أن يكون المحتوى الأدبي للمسلك السهل من ضمن مواد طعن فقهاء مراكش في أهلية الإفراني عندما تصدى لتدريس التفسير والحديث بجامع ابن يوسف.
موقع المسلك السهل
اهتم المغاربة بشرح النصوص الشعرية، لا سيما في العصر المريني والسعدي وما بعدهما. ويمكن تقسيم ما خلفوه من شروح، حسب موضوع النص والغرض المتوخى من الشرح، إلى ثلاثة أنواع:
पृष्ठ 20