मिस्र में रंगमंच का मार्ग 1900-1935: संगीत रंगमंच के दल
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
शैलियों
وقد وصفت جريدة «المؤيد» هذا الحادث قائلة في 19 / 5 / 1900:
شبت النار شبوبا هائلا في الساعة العاشرة وربع من مساء أمس في تياترو الشيخ أبي خليل القباني المجاور لسوق الخضار، وساعدت الريح الشديدة وقتئذ على اشتعالها، حتى رجفت القلوب خيفة من شر هولها، وخشي الناس جميعا زيادة امتدادها، غير أن رجال المطافي أخذوا يبذلون قصارى جهدهم في إطفاء الحريق حتى أطفئوه في نصف الليل، بعد أن دمر التياترو بأجمعه وبعض القهاوي والحوانيت المجاورة، وبلغت الخسائر 2420 جنيها، وقيد الحادث قضاء وقدرا.
وأمام هذا الحادث حل القباني فرقته، فتفرق أعضاؤها وانضموا إلى الفرق الأخرى، وعاد القباني إلى بلده سوريا، وأصيب بالمرض والفقر، وباع منزله ليتداوى بثمنه، وظل هكذا لمدة عامين حتى عطفت عليه الحكومة وخصصت له راتبا شهريا، وأعادت إليه منزله،
8
فعاش أياما معدودة حتى مات في 19 / 12 / 1902.
وقد قال عنه كامل الخلعي: «كان مرسحه موردا عذبا يؤمه الكبراء والأمراء والشعراء والأدباء؛ لمشاهدة رواياته وجلها من منشآته، لما جمعت بين جزالة الألفاظ وعذوبتها ورقة المعاني ودقتها، أرهفت نواحيها بالتهذيب، وطرزت حواشيها بكل فكر غريب، شهد بحسنها الكثير من أئمة البلاغة ومتقني الصياغة، كما شهد من قبل أكابر الموسيقيين وفطاحل الملحنين بما له من بديع التلاحين الرقيقة لأناشيد الطرب الأنيقة، ما يزري برنة الدينار ويذهب بصوت الناي والأوتار، ويطوح بالهموم والأتراح ويغني بلذته عن الراح، فكم له من قطعة رافعة للقدر، ومدحة شارحة للصدر، ومرثية مبكية للعيون، ومقطعات مختلفة الفنون. هذا ما يتعلق بالإنشاد والإنشاء ... ومن أجل مزاياه أنه كان خصيصا بطريق من طرق الغناء، وتفرد بها تفرد القمر في السماء، فكان بعد انتهاء كل رواية يلقي من القطع الموسيقية شذورا تنزو لها الأكباد، ويتحرك لحسن وقعها الفؤاد.»
9
وقارئ مسرحيات القباني يلاحظ أن حوارها الفصيح مزيج من النثر المسجوع والشعر الراقي، ذلك الشعر الذي كان يلقيه الممثلون بصورة غنائية موسيقية، وهذا اللون عرف فيما بعد باسم «الأوبريت». وأسلوب الكتابة المسرحية بهذه الطريقة اتبعه القباني إرضاء لذوق جماهيره العربية والمصرية التي كانت متعلقة بالغناء، وكمثال على هذا نورد هنا قول محمود لأبيه الملك من مسرحية «الأمير محمود نجل شاه العجم» للقباني: «مذاهب العشق يا والدي تختلف، يدركها كل مشوق كلف، فقد يكون باللمس ويكون بالنظر، ويكون باستحسان بعض الصور، ويكون يا والدي بالسماع، فيوقع المحب في النزاع، وقد يكون بمجرد الوصف، فيورد العاشق موارد الحتف، ومنهم من أصابه في الأحلام فانتبه مرعوبا من الوجد والهيام، ومنهم من عشق باللثم فكابد كل غم وهم، وقد يكون العشق اختياري، ويكون بمسارقة النظر اضطراري، وللعشق يا والدي مراتب وأحكام، يعرفها كل من عشق فهام، والخلاصة يا والدي الحنون، أن الجنون فيه فنون:
جنون العشق والبلوى فنون
إذا عبثت بذي لب عيون
अज्ञात पृष्ठ