لم يكن هناك أحد. كان المقعد موجودا مثلما كان من قبل تماما. كان الحبل متدليا خلف المقعد. كانت ماريتا متأكدة أن أمها مضت في تنفيذ ما كانت عازمة عليه. ماتت أمها بالفعل، تم إنزالها وحملت للداخل.
لكن يدين بدينتين دافئتين استقرتا على كتفيها، وقالت لها السيدة ساتكليف: «ماريتا. كفي عن هذا الضجيج. ماريتا. طفلتي. توقفي عن البكاء. هيا ادخلي. إنها بخير يا ماريتا. ادخلي وسترين بنفسك.»
نطقت السيدة ساتكليف اسم ماريتا «ماريتشا»، مضفية على الاسم ثراء وأهمية أكبر. تصرفت بشكل متعاطف قدر ما استطاعت. وعندما عاشت ماريتا مع آل ساتكليف لاحقا، كانوا يعاملونها باعتبارها ابنة في المنزل، وكان المنزل هادئا ومريحا مثلما كانت تتخيل المنازل الأخرى. لكنها لم تشعر أنها ابنة هناك قط.
في مطبخ السيدة ساتكليف، جلست بيرل على الأرض تأكل كعكة محلاة بالزبيب وتلعب مع القط ذي اللونين الأسود والأبيض، الذي كان يسمى ديكي. جلست أم ماريتا إلى المائدة، أمامها قدح من القهوة.
قالت السيدة ساتكليف: «كانت سخيفة.» هل كانت تعني أم ماريتا أم ماريتا نفسها؟ لم تكن تعرف الكثير من الكلمات الإنجليزية لتصف الأمور.
ضحكت أم ماريتا، وسقطت ماريتا مغشيا عليها؛ فقدت الوعي، بعد العدو كل تلك المسافة أعلى التل، في الصباح الدافئ الرطب. كان الشيء التالي الذي أدركته بعد أن استردت وعيها أن السيدة ساتكليف كانت تسقيها بالملعقة قهوة سوداء محلاة. حملت بيرل ديكي إلى أعلى عن طريق رجليه الأماميتين وقدمته إليها كهدية لإسعادها. كانت أم ماريتا لا تزال تجلس إلى المائدة. •••
كان قلبها محطما. كان هذا هو ما سمعت أمي تقوله دوما. كان هذا هو نهاية الأمر. أسدلت تلك الكلمات الستار على القصة ولم تفتح ثانية. لم أسأل قط، من حطمه؟ لم أسأل قط، ماذا كان حديث الرجال المسموم؟ ماذا كانت كلمة «خسيس» تعني؟
ضحكت أم ماريتا بعد أن شارفت على شنق نفسها. جلست إلى مائدة مطبخ السيدة ساتكليف وضحكت. كان قلبها محطما.
كان يراودني دوما شعور، من خلال حديث أمي وقصصها، بوجود شيء كبير وراءها. مثل سحابة لا يستطيع المرء الرؤية عبرها، أو يبلغ نهايتها. كانت ثمة سحابة، سم، قد لامست حياة أمي. وعندما كنت أغضبها، أصير جزءا من هذا الشيء. ثم كنت ألقي برأسي على بطن أمي وصدرها، وجسدها الممشوق ، سائلة إياها الغفران. كانت أمي تخبرني أن أسأل الرب الغفران. لكن لم يكن الرب، بل أمي التي كان يجب أن أصلح أموري معها. بدا الأمر كما لو كانت تعرف شيئا عني أكثر سوءا، أكثر سوءا بكثير، من الأكاذيب، والخدع، والأخطاء العادية؛ كان هذا الشيء هو عارا مثيرا للغثيان. كنت ألقي برأسي على جسد أمي لأجعلها تنسى ذلك.
لم يكن أخواي ينزعجان لكل هذا. لا أعتقد هذا. بدوا لي مثل شخصين همجيين مرحين، يلهوان في حرية، دون أن يكون عليهما معرفة الكثير. وعندما رزقت بولدين أنا الأخرى، دون البنات، شعرت كما لو أن شيئا ما يمكن أن يتوقف الآن، القصص، الأحزان، الألغاز القديمة التي لا يستطيع المرء مقاومة عدم التفكير فيها أو حلها. •••
अज्ञात पृष्ठ