جاءت سينثيا وهي تعدو حافية القدمين خلفي. «أمي. أمي، أين ثوب استحمامي؟» ثم توقفت، لامسة جدية مفاوضات الكبار. كانت ميج تنزل من السيارة؛ استيقظت لتوها، وكانت كنزتها مرفوعة إلى أعلى وبنطالها القصير هابطا إلى الأسفل، كاشفا عن بطنها قرنفلية اللون.
قالت الفتاة: «هل هما هاتان الفتاتان فقط؟» «فقط هاتان الاثنتان. سنراقبهما.» «لا أستطيع أن أسمح بدخول بالغين. إذا كان الأمر يقتصر على هاتين الفتاتين، فأظن أنني سأراقبهما. إنني أتناول الآن غدائي.» ثم قالت لسينثيا: «هل تريدين أن تسبحي في المسبح؟»
قالت سينثيا في ثبات: «نعم، من فضلك.»
نظرت ميج إلى الأرض.
قلت: «فقط لمدة قصيرة؛ لأن المسبح مغلق.» وقلت للفتاة: «نقدر ذلك كثيرا.» «حسنا، أستطيع أن أتناول غدائي هناك، إذا كان لا يوجد سواهما.» نظرت في اتجاه السيارة كما لو كانت تظن أنني سأقذف بمزيد من الأطفال في اتجاهها.
عندما وجدت ثوب استحمام سينثيا، أخذته سينثيا إلى غرفة تبديل الملابس. لم تكن لتسمح لأحد، حتى ميج، أن يراها عارية. غيرت ملابس ميج، التي وقفت على المقعد الأمامي للسيارة. كانت ترتدي ثوب استحمام قطنيا قرنفليا ذا حمالات متقاطعة ومزررة. كانت توجد بعض الثنيات عبر الأرداف.
قلت: «إن درجة حرارتها عالية ... لكنني لا أظن أنها مصابة بالحمى.»
كنت أحب مساعدة ميج في ارتداء وخلع ملابسها؛ لأن جسدها كان لا يزال يحتفظ بعدم الوعي بنفسه، عدم الاكتراث العذب، شيء من الرائحة اللبنية، رائحة جسد الرضيع. كان جسد سينثيا قد فقد استدارته الطفولية منذ وقت طويل، تشكل وتغير، إلى شكل جسدها كطفلة كبيرة. كنا نحب جميعا أن نحتضن ميج، ونضمها، ونحكها بأنوفنا. في بعض الأحيان، كانت تصرخ وتضربنا، وهذا الاستقلال الصريح، هذا الخجل الأبي، جعلها أكثر جاذبية، أكثر ميلا لأن تغاظ وتداعب من قبيل الحب العائلي.
جلسنا أنا وأندرو في السيارة تاركين النوافذ مفتوحة. كنت أستطيع سماع صوت الراديو، وكنت أظن أنه خاص بالفتاة أو رفيقها. كنت أشعر بالظمأ، فخرجت من السيارة لأبحث عن كشك لبيع الوجبات الخفيفة، أو ربما ماكينة للمشروبات المرطبة، في مكان ما في المتنزه. كنت أرتدي سروالا قصيرا، وكانت رجلاي من الخلف لزجة جراء العرق. رأيت نافورة شرب على الجانب الآخر من المتنزه، وكنت أسير في اتجاهها على نحو متعرج، سائرة في الظل تحت الأشجار. لا يصبح أي مكان حقيقيا إلا عندما يخرج المرء من السيارة. متعبة بسبب الحرارة؛ حيث كانت أشعة الشمس تسقط على المنازل ذات البقع المرقطة، والرصيف، والحشائش المحترقة بفعل الحرارة. كنت أسير ببطء. انتبهت إلى ورقة شجر مسحوقة، ودهست عصا مصاصة تحت كعب صندلي، وحدقت في صفيحة قمامة كانت مربوطة إلى شجرة. كانت هذه هي الطريقة التي ينظر المرء بها إلى أدق التفاصيل في عالم يعاود الظهور، بعد القيادة فترة طويلة؛ يشعر المرء بالوحدة، وبالمكان بدقة، والمصادفة العجيبة للوجود في مكان كهذا لرؤية هذه الأشياء . «أين الطفلتان؟»
استدرت وتحركت بسرعة - لم يكن جريا - إلى جانب من السياج حيث لم يكن الحائط الأسمنتي أمامه قد اكتمل. كنت أستطيع أن أرى جزءا من المسبح. رأيت سينثيا، واقفة حتى وسطها في الماء، ترفع يديها في اهتياج على السطح وتراقب شيئا في حذر في نهاية المسبح، وهو شيء لم يكن بإمكاني رؤيته. ظننت من خلال وقفتها، وحذرها، والنظرة على وجهها، أنها كانت ترقب بعض المداعبات بين عاملة الإنقاذ ورفيقها. لم أستطع أن أرى ميج. لكنني ظننت أنها تلعب في الجزء الضحل من المياه؛ لم أستطع أن أرى الجزء العميق والجزء الضحل من المياه. «سينثيا!» اضطررت إلى النداء مرتين قبل أن تعرف المكان الذي كان يأتي منه الصوت. «سينثيا! أين ميج؟»
अज्ञात पृष्ठ