التقط أندرو الكثير من الصور لي، وللأطفال، ومنزلنا، وحديقتنا، ورحلاتنا، ومتعلقاتنا. وكان يصنع نسخا من تلك الصور، ويضع تعليقات عليها بعناية، ويرسلها إلى أمه وخالته وخاله في أونتاريو. كان يصنع نسخا لي لإرسالها إلى أبي، الذي كان يعيش في أونتاريو أيضا، وهكذا فعلت، لكنني كنت أرسلها بمعدل أقل انتظاما مما كان يرسلها. وعندما كان يرى صورا يعتقد أنني أرسلتها بالفعل متناثرة في أرجاء المنزل، كان يشعر بالحيرة والانزعاج. كان يحب أن تنتشر صوره.
في ذلك الصيف، كنا سنزورهم بأنفسنا، ولا نكتفي بإرسال الصور. كنا نقود سيارتنا الجديدة من فانكوفر، حيث كنا نعيش، إلى أونتاريو، التي كنا لا نزال نطلق عليها «وطننا». خمسة أيام لنصل إلى هناك، وعشرة أيام نمكثها هناك، وخمسة أيام لنعود من هناك. للمرة الأولى، حصل أندرو على إجازة مدتها ثلاثة أسابيع. كان يعمل في قسم الشئون القانونية في شركة بي سي هايدرو.
في صباح أحد أيام الآحاد، وضعنا في السيارة الحقائب وترمسين - أحدهما ممتلئ بالقهوة والآخر بعصير الليمون - وبعض الفواكه والشطائر، وكتبا مصورة، وكتبا للتلوين، وأقلاما للتلوين، وألواح رسم، وطاردا للحشرات، وسترات (حال صار الطقس باردا في منطقة الجبال)، وطفلينا. أحكم أندرو إغلاق أبواب المنزل، وقالت سينثيا على نحو احتفالي: «الوداع يا منزلنا.»
قالت ميج: «الوداع يا منزلنا.» ثم قالت: «أين سنعيش الآن؟»
قالت سينثيا: «ليس هذا وداعا إلى الأبد ... سنعود. أمي! ميج تظن أننا لن نعود هنا أبدا!»
قالت ميج، وهي تركل مقعدي من الخلف: «لم أقل ذلك.»
ارتدينا أنا وأندرو نظارتين شمسيتين ، وقدنا السيارة فوق جسر ليونز جيت وعبر الجزء الرئيسي من فانكوفر. تركنا منزلنا والحي والمدينة، وتركنا بلدنا عند نقطة التقاطع بين واشنطن وكولومبيا البريطانية. كنا نقود شرقا عبر الولايات المتحدة، متجهين نحو أقصى الشمال، ثم عبرنا إلى كندا عند سارنيا، بأونتاريو. لا أعلم إذا كنا قد اخترنا هذا المسار لأن الطريق السريع العابر لكندا لم يكن قد انتهى العمل فيه تماما في ذلك الوقت أو إذا كنا فقط نريد أن نشعر بأننا نقود عبر دولة أجنبية، أجنبية على نحو طفيف تماما، تلك الجرعة الإضافية من الإثارة والمغامرة.
كان كلانا يتمتع بروح معنوية مرتفعة. أثنى أندرو على السيارة عدة مرات. قال إنه كان يشعر بشعور أفضل كثيرا عند قيادتها أكثر من سيارتنا القديمة، وهي سيارة أوستن موديل 1951 كانت تبطئ على نحو محبط فوق المرتفعات وتبدو مثل سيدة عجوز مزعجة، هكذا قال أندرو.
قالت سينثيا: «أي صورة تبدو عليها هذه السيارة؟» استمعت إلينا في عناية ورغبت في أن تجرب كلمات جديدة مثل «صورة». عادة كانت تنطق هذه الكلمات نطقا صحيحا.
قلت: «مفعمة بالحياة ... رياضية قليلا، عملية.»
अज्ञात पृष्ठ