تقول ستيلا: «أنا واثقة أن لديك غيرها ... صورا غيرها.» «ليس معي. المسألة أنني أريد أن أعذبها.» «إذن لا تفعل.» «تجعلني أريد أن أعذبها. تتعلق بي بنظراتها المنتحبة تلك. تتناول أقراصا. أقراصا لتحسين المزاج. تسكر. في بعض الأحيان أعتقد أن أفضل شيء أفعله هو أن أفجعها فاجعة كبرى. أطلق عليها رصاصة الرحمة. رصاصة الرحمة يا كاثرين. ها أنت ذي. الفاجعة الكبرى. لكنني قلق مما ستفعله.»
تقول ستيلا: «أقراص لتحسين المزاج ... أقراص لتحسين المزاج ورفع الروح المعنوية، رفعها إلى أعلى!» «أنا جاد يا ستيلا. إنها أقراص قاتلة.» «هذا شأنك.» «هذا مضحك جدا.» «لم أكن أقصد أن يكون الأمر على هذا النحو. لكن عندما ينفلت شيء كهذا مني، أتظاهر دوما أنني كنت أقصد هذا الأمر. أنسب كل فضل ممكن في الأمر إلي!» •••
يشعر هؤلاء الثلاثة بأنهم أفضل في وقت العشاء أكثر مما قد يتوقع أي منهم. يشعر ديفيد بأنه أفضل؛ لأنه تذكر أن ثمة كابينة هاتف تقع في الجهة المقابلة لمتجر الخمور. تشعر ستيلا بأنها أفضل دوما عندما تطهو وجبة وتخرج الوجبة في أفضل صورة. أما أسباب كاثرين في الشعور بأنها أفضل فأسباب كيميائية.
الحوار ليس صعبا. تحكي ستيلا قصصا صادفتها عند قيامها ببعض البحث لكتابة مقالها، عن غرق السفن في منطقة البحيرات العظمى. تحظى كاثرين ببعض المعلومات عن غرق السفن. لكاثرين رفيق - رفيق سابق - يعمل غواصا. يتمتع ديفيد بالشجاعة الكافية حتى يقر بشعوره بالغيرة من هذا الرفيق، ولا يأبه بسماعها وهي تتحدث عن قدراته في الغوص في المياه العميقة. ربما تكون هذه هي الحقيقة.
بعد العشاء، يقول ديفيد إنه في حاجة إلى السير قليلا. تخبره كاثرين أن يذهب وحده. تقول في حبور: «هيا اذهب ... لا نحتاجك هنا. سنقضي أنا وستيلا وقتا طيبا معا بدونك!»
تتساءل ستيلا عن مصدر صوت كاثرين الجديد هذا، هذا الصوت الجريء، الأحمق، اللعوب نسبيا. لا يفعل الشراب ذلك. إن ما تناولته كاثرين، أيا ما كان، جعل ذهنها أكثر توقدا، لا أكثر تبلدا. تطايرت طبقات عديدة من الاعتذار الرقيق، والتملق الحذر، والشجاعة، والأمل عبر هذا النسيم المصطنع السريع.
لكن عندما تنهض كاثرين وتحاول أن تخلي المائدة، يتضح أن التوقد ليس جسديا. تصطدم كاثرين بأحد أركان الطاولة. إن كاثرين تجعل ستيلا تتصور أنها أشبه بشخص مبتور الأطراف، بترا لا يشمل جزءا كبيرا من الأطراف، بل فقط أطراف أصابع اليدين وربما أصابع القدمين. تتابعها ستيلا ببصرها، وتتناول منها الأطباق قبل أن تنزلق.
تقول كاثرين: «هل لاحظت شعره؟» يعلو صوتها ويهبط مثل عجلة الملاهي؛ ينخفض ويتلألأ. «إنه يصبغه!»
تسأل ستيلا في دهشة حقيقية: «هل يفعل ديفيد ذلك؟» «في كل مرة يفكر في الأمر، يميل رأسه إلى الخلف، بحيث لا يستطيع المرء أن يقترب أكثر مما ينبغي منه. أعتقد أنه كان يخشى أن تقولي شيئا. يخشاك قليلا. حقيقة، يبدو شعره طبيعيا جدا!» «لم ألحظ ذلك حقا.» «بدأ في صباغة شعره قبل شهرين. قلت له: «ديفيد، فيم يفيد ذلك؟ كان شعرك قد بدأ يشيب عندما أعجبت بك، هل تظن أن هذا سيزعجني الآن؟» الحب غريب، يفعل أشياء غريبة. ديفيد حقا شخص حساس؛ شخص سريع التأثر.» تنقذ ستيلا كأس خمر كادت تسقط من بين أصابع كاثرين. «قد يجعل الحب المرء خسيسا، قد يجعله شخصا خسيسا. إذا شعر المرء باعتماده على أحد، فيمكن أن يصير خسيسا معه. أفهم ذلك في ديفيد.»
تشربان عسلا مخمرا على العشاء. هذه هي المرة الأولى التي تجرب ستيلا فيها هذه الجرعة من العسل المخمر المنزلي، وها هي الآن ترى كم هو طيب، وجاف، ولامع. كان يبدو مثل الشامبانيا. تتأكد مما إذا كان لا يزال ثمة أي كمية أخرى متبقية في الزجاجة. نصف كوب تقريبا. تصبها لنفسها، تضع كوبها خلف الخلاط، تشطف الزجاجة. تقول كاثرين: «تعيشين حياة طيبة هنا.» «أعيش حياة طيبة. نعم.» «أشعر أن هناك تغييرا سيحدث في حياتي. أحب ديفيد، لكنني غرقت في هذا الحب طويلا. أكثر مما ينبغي. هل تعلمين ماذا أعني؟ كنت في الأسفل أنظر إلى الأمواج وبدأت أقول: «يحبني، لا يحبني.» أفعل ذلك كثيرا. ثم قلت في نفسي: حسنا، الأمواج لا نهاية لها، بخلاف زهرة الأقحوان. أو حتى خطواتي، إذا بدأت في عدها حتى نهاية المربع السكني. حدثت نفسي قائلة، لا تنتهي الأمواج أبدا. لذا أدركت أن هذه رسالة لي.» «دعي الأواني يا كاثرين. سأهتم بها لاحقا.»
अज्ञात पृष्ठ