177

اختفى. بالطبع. عرفت أنه سيختفي.

سارت عبر المنزل المظلم إلى حجرة روبين، لا تزال حاملة حقيبتها فوق ذراعها، والدورق في يدها. أضاءت ضوء السقف. زمجرت روبين وتقلبت على الفراش، وجذبت الوسادة فوق رأسها. تتظاهر.

قالت ترودي: «عقد جدتك ... لماذا فعلت ذلك؟ هل فقدت صوابك؟»

تظاهرت روبين بأنها تصدر زمجرة شخص نائم. كانت جميع الملابس التي كانت تمتلكها، فيما يبدو، القديمة والجديدة، النظيفة والقذرة؛ مبعثرة على الأرض، على المقعد، المكتب، التسريحة، وحتى على الفراش نفسه. علق على الحائط ملصق ضخم يظهر فرس نهر، كتبت تحته الكلمات الآتية: «لماذا ولدت جميلا هكذا؟» وملصق آخر يظهر الرياضي والناشط تيري فوكس وهو يجري على طريق سريع ممطر، ويسير خلفه موكب كبير من السيارات. أكواب قذرة، عبوات زبادي فارغة، كراسات مدرسية، سدادة قطنية تامباكس لامتصاص دم الدورة الشهرية لا تزال في ورقتها، دميتا الثعبان والنمر المحشوتان اللتان كانت روبين تمتلكهما قبل أن تذهب إلى المدرسة، مجموعة ملصقة من الصور لقطتها سوسيدج، التي دهستها سيارة منذ أكثر من عامين. أوشحة حمراء وزرقاء كانت قد فازت بها في مسابقات قفز، أو عدو، أو لعبة تصويب كرة السلة.

قالت ترودي: «أجيبيني! أخبريني لماذا فعلت ذلك!»

ألقت بالدورق. لكنه كان أثقل مما كانت تظن، أو أنها في لحظة إلقائه غيرت رأيها؛ لأنه لم يرتطم بالحائط، بل سقط على البساط إلى جانب التسريحة وتدحرج على الأرض، دون أن يصيبه أي شيء. •••

قذفت دورقا نحوي في تلك المرة. كان من الممكن أن تقتليني.

ليس تجاهك. لم ألقه نحوك.

كان من الممكن أن تقتليني. •••

الدليل على أن روبين كانت تتظاهر أنها نائمة أنها قفزت من مكانها في رعب، لكن ذلك لم يكن الرعب المحض لشخص كان نائما. بدت مذعورة، لكن تحت هذه النظرة المذعورة، الطفولية كان ثمة نظرة أخرى؛ عنيدة، ماكرة، مزدرية. «كان في غاية الجمال. وكان نفيسا. كان ملكا لجدتك .»

अज्ञात पृष्ठ