295

إن الحقيقة الأدبية الحقيقية هي التي يعبر عنها بالإسناد الوضعي الحقيقي، وذلك كما إذا قلنا: الصدق ثابت، والكذب زايل، والقدح شر، والمدح خير، وزيد شجاع، وعمرو جبان، فجميع هذه الأمثال هي حقايق أدبية حقيقية إذ يعبر عنها بكلام وضعي لمعانيها، لأن إسناد الثبوت إلى الصدق هو إسناد حقيقي، وهكذا الزوال إلى الكذب، والشر إلى القدح، والخير إلى المدح، والشجاعة إلى زيد، والجبانة إلى عمرو، وقس على ذلك.

في الحقيقة الأدبية المجازية

إن هذه الحقيقة هي عكس المتقدمة؛ لأنها تقوم بالإسناد المجازي، أي بكلام غير موضوع لمعناه، وذلك كما إذا قيل: الصدق غالب، والكذب هارب، والقدح جلاد، والمدح صديق، وزيد أسد، وعمرو أرنب. فإن كل ذلك يدعى حقايق مجازية لاشتمالها على الإسناد المجازي بوجود وجه معنوي بين ركني الكلام، كالوجه الموجود بين الصدق والغلب وهو القوة، والوجه الموجود بين الكذب والهرب وهو الضعف، وهكذا فعل الصيت بين القدح والجلاد، والموالاة بين المدح والصديق، وكذلك حصول وجه الاستعارة المجازية بين زيد والأسد وهو الشجاعة، وبين عمرو والأرنب وهو الجبانة. وعلى ذلك تجري كل حقيقة تتضمن مجازا إسناديا أو استعاريا أو مرسلا، فتأمل.

ويدخل في هذه الحقيقة كثير من الحقايق التي تكون طبيعية لفظا وأدبية معنى، أو طبيعية المادة وأدبية الصورة، وذلك كقولي من قصيدة مطلعها:

دارت علي من الصفاح كئوس

وبدت لدي من الرماح شموس

بأبي كئوس هوى تطوف بها على

قلبي شموس دمى لهن نفوس

إلى أن أقول:

قسي فوادك ما استطعت فإن لي

अज्ञात पृष्ठ