وذلك كله شرك لأنه إنكار للبعث الموصوف شرعا بأنه بأرواح وحياة، وأنه لا يترك منهم شيء غير مبعوث مما كان فيهم في الدنيا فكيف يبعثون بدون الروح التي كانت فيهم..؟ وإنما ينادي الملك أيتها الروح ارجعي إلى أجسادك وزعم الحكماء أنها جواهر مجردة مخالفة للنفوس الناطقة في الحقيقة فهي أرواح لم تكن في أجساد قال: والملائكة قسمان قسم للعبادة وهم العليون والمقربون والكروبيون قال الله جل وعلا ((يسبحون الليل والنهار لا يفترون))([22]) وقسم لخدمة ما أمر الله به من وحي وسحاب ورجم وغير ذلك فمنهم المدبرات أمرا أو هم كلهم المدبرات أمرا أعني القسم الثاني بعضهم سماوي وبعضهم أرضي قال الله تعالى ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون))([23]) ا. ه. ولا يجوز وصفهم بأنهم إناث ومن وصفهم بذلك فهو مشرك، لقوله تعالى ((وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا))([24]) لا يجوز وصفهم أيضا بأنهم رجال قال الباجوري([25]): ومن وصفهم بذلك فقد نافق وجوز ذلك بعض أصحابنا وتأولوا عليه قوله تعالى ((وعلى الأعراف رجال))([26]) على القول بأنهم ملائكة ولا دليل على نفاق من قال بذلك اللهم إلا أن يريد القائل بأنهم رجال وصفهم بالصفات اللازمة للرجال من وجود الذكورية ولوازمها ومجوز ذلك من أصحابنا لم يرد إلا إطلاق اسم الرجال عليهم لا مدلول الاسم فافهم ولا يجوز الشك في هل هم إناث أو هل هم صبيان أو مجانين؟ قال عبد العزيز([27]) رحمه الله تعالى ومن شك في ذلك فهو مشرك قال: ومن شك في أنه هل فيهم الإناث والصبيان والمجانين؟ فهو موحد.
पृष्ठ 41