359

मशारिक अनवार अल-अकूल

مشارق أنوار العقول

शैलियों

الفصل الأول في التقية وهي اسم للفعل الذي يتقي به عن النفس سواء كان قولا أو غير قول وهو المستكره عليه لا بد من أن نبين أولا حد الإكراه ثم نشرع ثانيا في بيان المكره عليه فنقول: قال العلقمي: وحده الإكراه أن يهدد قادر على الإكراه يعاجل من أنواع العقوبات يؤثر العاقل لأجله الإقدام على ما أكره عليه وقد غلب على ظنه إنه يفعل به ما هدده به أن أمتنع مما أكره عليه وعجز عن الهرب والمقاومة والاستغاثة بنحوه وغيرهما من أنواع الدفع ويختلف الإكراه باختلاف الأشخاص والأسباب المكرهة عليها قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وخباب([1]) وصهيب ([2]) وبلال([3]) وعمار([4]) وسمية أما الرسول عليه الصلاة والسلام فحماه أبو طالب وأما أبو بكر فحماه قومه وأخذ الآخرون وألبسوا دروع الحديد ثم جلسوا في الشمس فبلغ منهم الجهد بحر الحديد والشمس وأتاهم أبو جهل يشتمهم ويوبخهم ويشتم سمية ثم طعن الحربة في فرجها وقال ا لآخرون ما نالوا منهم غير بلال فإنهم جعلوا يعذبونه فيقول أحد أحد حتى ملوا فكتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف ورفعوه إلى صبيانهم يلعبون به حتى ملوه فتركوه قال عمار: كلنا تكلم بالذي أرادوا غير بلال فهانت عليه نفسه فتركوه قال خباب: لقد أوقدوا لي نارا ما أطفأها إلا ودك ظهري وإنما ذكرت لك هذه النبذة هنا لتعرف بها كيفية الإكراه التي وقعت لأولئك السادة.

(أما بيان) أنواع التقية فهي إما أن تتنوع باعتبار ذاتها أي باعتبار ذلك الفعل المكره عليه وإما أن يكون تنويعها باعتبار حكم الشارع فيها.

(أما) تنويعها باعتبار ذاتها فلان من الأفعال ما يقبل الإكراه عليه كالقتل والتكلم بكلمة الكفر ومنه ما لا يقبل الإكراه عليه قيل وهو الزنا لأن الإكراه يوجب الخوف الشديد وذلك يمنع من انتشار الألة فحيث دخل الزنا في الوجود علم أنه وقع بالاختبار على سبيل الإكراه.

(وأما) تنويعها باعتبار حكم الشارع فيها فهي أنواع.

पृष्ठ 371