319

मशारिक अनवार अल-अकूल

مشارق أنوار العقول

शैलियों

( قوله والحسد): هو التمني زوال نعمة الغير بلا حق فخرج بقولنا بلا حق هو ما إذا كان التمني بحق وذلك كأن يكون المنعم عليه باغيا مثلا فإنه يحل شرعا إضاعة ماله، وكل ما حل إضاعته جاز تمني زواله ضرورة وبقولنا تمنى إزالة النعمة ما إذا لم يتمن زوالها لكن تمنى أن يكون له مثلها، فإن هذا ليس بحسد وإنما هو غبطة وفي الحديث ((المؤمن يغبط والمنافق يحسد))([26]) وللحسد مراتب أعلاها تمني زوال نعمة الغير من غير أن يكون للحاسد نفع في زوالها (ثانيها) تمني زوالها مع رجاء أن تنتقل إليه أو ينتقل إليه مثلها (ثالثها) تمني زوالها ليساويا في المنزلة فلا يكون المحسود زائدا عليه بشيء وهو بجميع أنواعه حرا قال تعالى ((أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله))([27]) وقال تعالى ((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء))([28]) وقال صلى الله عليه وسلم ((الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والصلاة نور المؤمن والصيام جنة))([29]) أي ساتر ووقاية وفي رواية الديلمي الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل في رواية أبي داود ((إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)) وفي حديث آخر ((دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحابيتم افشوا السلام بينكم))([30]).

पृष्ठ 330