मशारिक अनवार अल-अकूल
مشارق أنوار العقول
शैलियों
قوله ومن تولى محدثا لفعله) الخ أي ومن تولى محدثا لحدث لا يحل دينا عن حدثه ذلك فهو هالك كهلاك فاعل الحدث لأنهما فيه سواء قال الله تعالى ((ومن يتولهم منكم فإنه منهم))([6]) وقال تعالى ((قل فل تقتلون أنبياء الله من قبل))([7]) وليس المخاطبون هم القاتلين وإنما القاتل آبائهم لكنهم كانوا يتولونهم فسمي الرب تعالى متولي القاتل قاتلا وقال صلى الله عليه وسلم ((من أحب قوما فهو منهم))([8]) ولهذه الدلالة حرم ولاية الناس كلهم لأن فيهم المشرك والمنافق فمن تولاهم كلهم فهو فاسق لأن من تولى المشرك ضال وقيل مشرك ومن يتولهم منكم فإنه منهم ولهذه الأدلة أيضا حرم البراءة من الناس كلهم لأن فيهم الأنبياء والأولياء أيضا وحرم الوقوف عن الناس كلهم لأن فيهم من تجب عليه ولايته وفيهم من تجب عليه البراءة منه وقطع عذر المتولي لهم كلهم والمتبرئ منهم كلهم والواقف عنهم كلهم خلافا لمن قال يعذر في الولاية لهم كلهم لاحتمال أن يكون أراد البعض منهم وعبر عنه بالكل والقرينة الصارفة عن الكل كونه موحدا لأنا نقول: إن هذا الاحتمال موجود في الثلاثة المواضع فإن عذر في جانب الولاية لذلك الاحتمال وجب عذره في جانبي البراءة والوقوف لأن ذلك الاحتمال موجود فيهما أيضا كذا قال القطب رحمه الله في المذهب (قوله قالوا) أي المسلمون جميعا ففيه إشارة إلى الإجماع (قوله فذاك هالك) أي فذلك المتولي للمحدث هالك مثل المحدث والفاء رابطة لجواب الشرط وحملة القول معترضة بين الشرط وجوابه.
(قوله كمثله) أي مثل هلاك المحدث فالكاف زائدة والمضاف محذوف.
---------------------------------------------------------------------- ----------
पृष्ठ 240