मशारिक अनवार अल-अकूल
مشارق أنوار العقول
शैलियों
( وثانيها): أن قوله أولئك عنها مبعدون يحتمل أن يكون الإبعاد بعد الدخول فيها (ويجاب) بأنه يلزم عليه أن يكون الإبعاد غير حقيقي بل مجازي ولا يصح العدول به عن حقيقته إلا بدليل أو نقول إن الإبعاد مطلق ولا يصح تقييده بوقت دون وقت إلا بدليل (وأيضا) فلو كانوا قربوا منها ثم ابعدوا عنها يلزم أن يكونوا مقربين منها مبعدين عنها.
(وثالثها): إن الآية دلت على أنهم لا يسمعون حسيسها ولم تدل على نفي الدخول فيها فيحتمل أنهم يدخلونها ولا يسمعون لها حسا (ويجاب): بأنه كناية عن عدم قربهم إياها فيستلزم عدم دخولهم فيها.
(ورابعها): يحتمل أن يكونوا لا يسمعون حسيسها بعد أن يخرجوا منها لا وقت دخولهم فيها ولا قبل ذلك (ويجاب): بأنه تقييد للمطلق بلا قيد (ومنها) قوله تعالى ((لا يحزنهم الفزع الأكبر))([53])وقوله ((وهم من فزع يومئذ آمنون))([54]) فلو كانوا يدخلون النار لأحزنهم ذلك ولما أمنوا من فزع ذلك اليوم (ويعترض) عليه من وجهين.
(أحدهما): أنه يحتمل أن الموصوفين بذلك ناس مخصوصون من المؤمنين (ويجاب) بأنه تخصيص بلا مخصص.
(وثانيهما): إنه لا يستلزم دخولهم والنار الحزن والخوف لإمكان أن يخلق الله ألا من في قلوبهم ويرفع الحزن عنهم (ويجاب) أما أولا: فإن رفع حزن من يرى أنه معذب وخلق الأمن في قلبه خلاف الظاهر وأما ثانيا: فإنه وإن أمكن ذلك فيحتاج ثبوته إلى دليل وما من دليل ومنها قوله تعالى ((فريق في الجنة وفريق في السعير))([55]) فلو دخلوها جميعا لزم بطلان هذا التقسيم لأنهم يكونون فريقا واحدا (ويعترض) عليه بأن محل التقسيم بعد خروجهم من النار (ويجاب) بأنه دعوى تحتاج إلى دليل.
पृष्ठ 142