( قوله والتبليغ) وهو إيصال ما أمروا بإيصاله ولو أدى ذلك إلى هلاكهم خلافا للشيعة(3) القائلين بجواز ترك التبليغ وإظهار الكفر من الأنبياء للتقية إذا خافوا الهلاك (قلنا) لو جاز في حقهم ذلك للزم إبطال الدعوة أصلا لكثرة المخالفين لهم في مبدأ أمرهم والقاصدين لهم بالسوء حتى أن منهم من القي في النار ومنهم من نشر بالمنشار وإنما قيدنا التبليغ بالمأمورين بتبليغه ليخرج ما أمروا بكتمانه فإنه يجب في حقهم كتمانه وما خيروا فيه في تبليغه وعدمه فإنه يكون في حقهم ما شاؤوا من الطرفين. قال الباجوري: والدليل على وجوب تبليغهم عليهم الصلاة والسلام أنهم لو كتموا شيئا مما أمروا بتبليغه للخلق لكنا مأمورين بكتمان العلم لأن الله تعالى أمرنا بالإقتداء بهم واللازم باطل لأن كاتم العلم ملعون، ولو جاز عليهم كتمان شيء لكتم رئيسهم الأعظم صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ((وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه))(4).
وأصح محامله ما نقله من يعول عليه في التفسير عن علي بن الحسين من أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه فلما شكاها إليه زيد قال: أمسك عليك زوجك واتق الله وأخفى في نفسه ما أعلمه به من أنه سيتزوجها والله مبدي ذلك بطلاق زيد لها وتزويجها له صلى الله عليه وسلم ومعنى الخشية: استحياؤه صلى الله عليه وسلم من الناس أن يقولوا تزوج زوجة ابنه أي من تبناه فعاتبه الله على هذا الاستحياء لعلو مقامه وما قيل من أنه صلى الله عليه وسلم تعلق قلبه بها وأخفاه فلا يلتفت إليه وإن جل ناقلوه فإن أدنى الأولياء لا يصدر عنه مثل هذا الأمر فما بالك به صلى الله عليه وسلم؟ وهذا هو الذي نعتقده وندين لله به كما نقله السنوسي(5) في كتبه ا. ه.
पृष्ठ 12