200

मशारिक़ अनवर

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

بقوله سبحانه: وكان الله على كل شيء مقتدرا (1).

فصل [الإمام مع الخلق لا يغيب عنهم]

وإذا كانوا عالمين بأوليائهم فهم عالمون بأعدائهم من غير شك؛ لدلالة الأعلى على الأدنى، لأن الولي على الكل يجب أن يكون عالما بالكل، وإلا لكان رقيبا على البعض دون البعض، والغرض عموم رئاسته، فالواجب عموم علمه وإحاطته، وإلا لم يكن رئيسا مطلقا، وهو رئيس مطلق، هذا خلف.

وقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن لله اثني عشر ألف عالم، كل عالم أكبر من السماوات والأرض، وأنا الحجة عليهم (2).

ولا يكون الحجة حجة على قوم إلا من يعلمهم ويشهدهم، وإلا لم يكن حجة، وهو حجة، فهو عالم برعيته، لأنه عين الله الناظرة في عباده، وعين الله مطلعة على سائر العباد، فهو في العالم كالشمس لأنه نور الحق في الخلق، وشعاعه مطل على سائر العالم، وهو

पृष्ठ 217