140

मशारिक़ अनवर

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

مناف، وهذا أثر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا أثر أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا أثر الأوصياء من بعده إلى المهدي (عليه السلام) لأنه قد وطئه وجلس عليه.

ثم قال: انظر إلى الآثار واعلم أنها آثار دين الله، وأن الشاك فيهم كالشاك في الله، [ومن جحدهم] كمن جحد الله، ثم قال: اخفض طرفك يا علي، فرجعت محجوبا كما كنت (1).

ومن ذلك ما رواه الحسن بن حمدان عن أبي الحسن الكرخي قال: كان أبي بزازا في الكرخ فجهزني بقماش إلى سر من رأى فلما دخلت إليها جاءني خادم وناداني باسمي واسم أبي، وقال: أجب مولاك، فقلت: ومن مولاي حتى أجيبه؟

فقال: ما على الرسول إلا البلاغ المبين! قال: فتبعته فجاء بي إلى دار عظيمة البناء لا أشك أنها الجنة، وإذا رجل جالس على بساط أخضر ونور جلاله يغشي الأبصار فقال لي: إن فيما حملت من القماش حبرتين إحداهما في مكان كذا، والاخرى في مكان كذا في السفط الفلاني، وفي كل واحدة منهما رقعة مكتوب فيها ثمنها وربحها، وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون دينارا والربح ديناران، وثمن الأخرى ثلاثة عشر دينارا، والربح كالأولى، فاذهب فأت بهما.

قال الرجل: فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه فقال لي: اجلس فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالا لهيبته، قال: فمد يده إلى طرف البساط وليس هناك شيء فقبض قبضة، وقال : هذا ثمن حبرتيك وربحهما، قال: فخرجت وعددت المال في الباب فكان المشترى والربح كما كتب أبي لا يزيد ولا ينقص (2).

पृष्ठ 156