نفيسا سماه "الباعث على إنكار البدع والحوادث"واختصره أبو شامة المغربي، فعلي المعتني بدينه بتحصيله، وإنما ننهى عن البدع المتخذة دينا وقربة، وأما ما لا يتخذ دينا ولا قربة، كالقهوة وإنشاد قصائد الغزل ومدح الملوك، فلا ننهى عنه ما لم يختلط بغيره، أما ذكر أو اعتكاف في مسجد ويعتقد أنه قربة، لأن حسان رد على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وقال قد أنشدته بين يدي من هو خير منك، فقبل عمر، ويحل كل لعب مباح لأن النبي ﷺ، أقر الحبشة على اللعب في يوم العيد، في مسجده ﷺ، ويحل الرجز والحداء في نحو العمارة، والتدريب على الحرب بأنواعه، وما يورث الحماسة فيه، كطبل الحرب دون آلات الملاهي، فإنها محرمة، والفرق ظاهر ولا بأس بدف العرس وقد قال ﷺ: "بعثت بالحنيفية السمحة، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة"
هذا، وعندنا أن الإمام ابن القيم إماما حق من أهل السنة وكتبهم عبدنا من أعز الكتب إلا أنا غير مقلدين لهم في كل مسألة، فان كل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا نبينا محمدا ﷺ، ومعلوم مخالفتنا لابن القيم وشيخه في عدة مسائل. منها طلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس، فأنا نقول به تبعا للأئمة الأربعة، ونرى الوقف صحيحا والنذر جائزا ويجب الوفاء به في غير المعصية ومن البدع المنهي عنها قراءة الفواتح للمشايخ بعد الصلوات الخمس، والإطراء في مدحهم والتوسل بهم، على الوجه المعتاد في كثير من البلاد، وبعد مجامع العبادات معتقدين أن ذلك من أكمل القرب، وهو ربما جر إلي الشرك من حيث لا يشعر الإنسان، فان الإنسان يحصل منه الشرك من دون شعور به لخفائه، ولولا ذلك لما استعاذ النبي ﷺ منه بقوله: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم أنك أنت علام الغيوم" وينبغي المحافظة على هذه الكلمات والتحرز من الشرك ما أمكن فان عمر بن الخطاب ﵁ قال: إنما تنقض عرى الإسلام
1 / 47